أبو ثور عن معلى بن منصور عن بن عيينة بقوله وأهلكت وهم ثقات انتهى وأخرجه البيهقي في سننه عن جماعة عن الأوزاعي عن الزهري به وفيه هلكت وأهلكت قال البيهقي ضعف شيخنا أبو عبد الله الحاكم هذه اللفظة وأهلكت وقال إنها أدخلت على محمد بن المسيب الأرغياني فقد رواه أبو علي الحافظ عن محمد بن المسيب بالاسناد دون هذه اللفظة ورواه كافة أصحاب الأوزاعي عن الأوزاعي دونها ولم يذكرها أحد من أصحاب الزهري عن الزهري وكان شيخنا أبو عبد الله يستدل على كونها في تلك الرواية أيضا خطأ بأنه نظر في كتاب الصوم تصنيف المعلى بن منصورة فوجد فيه هذا الحديث دون هذه اللفظة وأن كافة أصحاب سفيان رووه دونها انتهى وقال المنذري في حواشيه وقول الزهري إنما كان هذا رخصة له خاصة دعوى لم يقم له عليها برهان وقال غيره إنه منسوخ وهو أيضا دعوى انتهى وقوله في الكتاب تجزئك ولا تجزئ أحدا بعدك لم أجده في شئ من طرق الحديث ولا رواية الفرق بالفاء والفرق هو الزنبيل قيل يسع خمسة عشر صاعا واعلم أن الحديث ورد في الصوم أخرجه أبو داود عن هشام بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره إلى أن قال فأتى بعرق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعا وقال كله أنت وأهل بيتك وصم يوما واستغفر الله قال بن القطان وعلة هذا الحديث ضعف هشام بن سعد انتهى وقال عبد الحق في أحكامه طرق مسلم في هذا الحديث أصح وأشهر وليس فيها صم يوما ولا مكتلة التمر ولا الاستغفار وإنما يصح القضاء مرسلا انتهى كلامه هذا المرسل في موطأ مالك عن عطاء بن عبد الله الخراساني عن سعيد بن المسيب قال جاء أعرابي فذكره وفي آخره فقال له عليه السلام كله وصم يوما مكان ما أصبت مختصر وزاد الدارقطني في هذا الحديث فقد كفر الله عنك وكأن الشافعي لم تقع له هذه الرواية فان البيهقي نقل عنه في المعرفة أنه قال يحتمل أن الكفارة دين عليه متى قدر عليها أو شئ منها والله أعلم
(١٦)