عبيد الله بن عبد الله عن صفية بنت شيبة قالت لما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عام الفتح طاف على بعير يستلم الركن بمحجن في يده قالت وأنا أنظر إليه انتهى وصفية بنت شيبة أخرج لها البخاري حديثا في صحيحه وقيل ليست بصحابية فالحديث مرسل حكى ذلك عن النسائي والبرقاني وقد ذكرها بن السكن وكذلك بن عبد البر في الصحابة وقيل لها رؤية كما في الحديث وحديث آخر أخرجه بن ماجة عنها أنها سمعت النبي عليه السلام يخطب عام الفتح غير أن هذين الحديثين من رواية محمد بن إسحاق وفيه مقال واختلف العلماء في العلة المقتضية لطوافه عليه السلام راكبا فقيل لان يراه الناس صرح بذلك في مسلم كما تقدم في حديث جابر وأخرجا عن أبي الطفيل قال قلت لابن عباس أخبرني عن الطواف بين الصفا والمروة راكبا أسنة هو فإن قومك يزعمون أنه سنة قال صدقوا وكذبوا قلت ما قولك صدقوا وكذبوا قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثر عليه الناس يقولون هذا محمد هذا محمد حتى خرج العواتق من الخدور قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضرب الناس بين يديه فلما كثروا عليه ركب والمشي والسعي أفضل مختصر وقيل كراهية أن يضرب عنه الناس ورد ذلك أيضا في صحيح مسلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت في حجة الوداع على راحلته يستلم الركن كراهية أن يضرب عنه الناس انتهى قال القرطبي وليس بناجح لاحتمال عود الضمير في عنه إلى الركن انتهى قيل إنه كان به شكاية أخرجه أبو داود في سننه عن يزيد بن أبي زياد عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مكة وهو يشتكي فطاف على راحلته فلما أتى على الركن استلم الركن بمحجن فلما فرغ من طوافه أناخ فصلى ركعتين انتهى ورواه البيهقي وضعف بن أبي زياد وقال إنه تفرد بقوله وهو يشتكي لم يوافق عليها انتهى قلت
(١١٩)