أكمل ثلاثين سواء في ذلك شعبان ورمضان وغيرهما وعلى هذا يكون قوله فإن غم عليكم فأكملوا العدة راجعا إلى الجملتين وهما قوله صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فان غم عليكم فأكملوا العدة أي غم عليكم في صومكم أو فطركم هذا هو الظاهر من اللفظ وباقي الأحاديث تدل على ذلك كقوله فإن غم عليكم فأقدروا له انتهى الحديث الثاني أخرجه أبو داود والنسائي عن جرير عن منصور عن ربعي عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة قبله ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة قبله انتهى ورواه بن حبان في صحيحه وأخرجه النسائي أيضا عن سفيان عن منصور عن ربعي عن بعض أصحاب النبي عليه السلام فذكره أيضا وأخرجه أيضا عن الحجاج بن أرطاة عن منصور عن ربعي فذكره عن النبي عليه السلام مرسلا وقال لا أعلم أحدا من أصحاب منصور قال فيه عن حذيفة غير جرير انتهى قال بن الجوزي وحديث حذيفة هذا ضعفه أحمد ثم هو محمول على حال الصحو لأنه لم يذكر فيه الغيم أو على ما إذا غم هلال رمضان وهلال شوال كما سبق قال في التنقيح وهذا وهم منه فإن أحمد إنما أراد أن الصحيح قول من قال عن رجل من أصحاب النبي عليه السلام وإن تسمية حذيفة وهم من جرير فظن بن الجوزي أن هذا تضعيف من أحمد للحديث وأنه مرسل وليس هو بمرسل بل متصل إما عن حذيفة وإما عن رجل من أصحاب النبي عليه السلام وجهالة الصحابة غير قادحة في صحة الحديث قال وبالجملة فالحديث صحيح ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح انتهى الحديث الثالث أخرجه أبو داود عن معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من هلال شعبان مالا يتحفظ من غيره ثم يصوم رمضان لرؤيته فان غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام انتهى ورواه الدارقطني
(٥٣٣)