في التحقيق لم يكن صوم عاشوراء واجبا فله حكم النافلة يدل عليه ما أخرجاه في الصحيحين عن معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا يوم عاشوراء ولم يفرض علينا صيامه فمن شاء منكم أن يصوم فليصم فإني صائم فصام الناس قال وبدليل أنه لم يأمر من أكل بالقضاء انتهى قال صاحب التنقيح والجواب أن حديث معاوية معناه ليس مكتوبا عليكم الآن أو لم يكتب عليكم بعد أن فرض رمضان قال وهذا ظاهر فإن معاوية من مسلمة الفتح وهو إنما سمعه من النبي عليه السلام بعد ما أسلم في سنة تسع أو عشر بعد أن نسخ صوم عاشوراء برمضان ورمضان فرض في السنة الثانية ونسخ عاشوراء برمضان في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم عاشوراء يوما يصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان قال من شاء صامه ومن شاء تركه انتهى قال وأما ترك الامر لقضائه فإن من لم يدرك اليوم بكماله لا يلزمه قضاؤه كما قيل فيمن بلغ أو أسلم في أثناء يوم من رمضان على أنه قد روى الامر بالقضاء في حديث غريب أخرجه أبو داود في سننه عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الرحمن بن مسلمة عن عمه أن أسلم أتت النبي عليه السلام فقال صمتم يومكم هذا قالوا لا قال فأتموا بقية يومكم واقضوه قال أبو داود يعني عاشوراء انتهى وهذا حديث مختلف في إسناده ومتنه وفي صحته نظر انتهى كلامه الحديث الثالث روى أنه عليه السلام كان يقول بعد ما يصبح غير صائم إني إذا لصائم قلت أخرجه مسلم عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت
(٥٣٠)