عبد الله بن مسعود قال قال عبد الله بن مسعود إن المشركين شغلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أربع صلوات يوم الخندق حتى ذهب من الليل ما شاء الله فأمر بلالا فأذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ثم أقام فصلى المغرب ثم أقام فصلى العشاء انتهى ورواه أحمد في مسنده قال الترمذي حديث ليس بإسناده بأس إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه انتهى ووهم شيخنا علاء الدين مقلدا لغيره فينقل كلام الترمذي إلا أن أبا عبيدة لم يدرك أباه والترمذي لم يقل ذلك في جميع كتابه وإنما قال لم يسمع منه ذكره في خمس مواضع من كتابه أولها في الطهارة في باب الاستنجاء وثانيها في الصلاة في باب الرجل تفوته الصلوات بأيتهن يبدأ ثم في باب ما جاء في مقدار القعود في الركعتين الأوليين ثم في الزكاة في باب ما جاء في زكاة البقر ثم في التفسير في سورة الأنفال ولفظه في الجميع وأبو عبيدة لم يسمع من عبد الله وقد ذكر في باب الاستنجاء بحجرين وفي باب زكاة البقر سنده عمرو بن مرة قال سألت أبا عبيدة هل تذكر من عبد الله شيئا انتهى وهذا دليل على أنه أدركه على صغر وكذلك قال النسائي في سننه الكبري في باب صف القدمين وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه انتهى ولم أجد فيما رأيته من كلام العلماء من قال إنه لم يدرك أباه فقال أبو داود توفي عبد الله بن مسعود ولولده أبي عبيدة سبع سنين وقال يحيى القطان توفي عبد الله بن مسعود ولولده عبد الرحمن ست سنين وسئل أحمد عن عبد الرحمن فقال أما الثوري وشريك فإنهما يقولان إنه سمع من أبيه وقال بن المديني لقي أباه واختلف قول بن معين فقال مرة إنهما لم يسمعا من أبيهما وروي عن معاوية بن صالح أن عبد الرحمن سمع من أبيه ومن علي وجزم بن عساكر في الأطراف بسماع عبد الرحمن دون أبي عبيدة وأبو عبيدة اسمه عامر والله أعلم ثم وجدت الشيخ محي الدين في الخلاصة قال في هذا الحديث بعينه إنه منقطع فإن أبا عبيدة لم يدرك أباه انتهى وقال في باب إخفاء التشهد أبا عبيدة لم يسمع أباه ولم يدركه باتفاقهم وقيل ولد بعد موته وقال في باب الوتر أبا عبيدة لم يدرك أباه وكذلك قال في باب سجود السهو وكذلك في باب صلاة الخوف وكذلك في باب الجنائز
(١٩١)