سلمة) هو ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قوله إنا لله أي ملكا وخلقا وإنا إليه راجعون أي في الآخرة اللهم عندك احتسب مصيبتي قال الجزري في النهاية الاحتساب من الحسب كالاعتداد من العد وإنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله احتسب لأن له حينئذ أن يعتد عمله فجعل في حال مباشرة الفعل كأنه معتد به والحسبة اسم من الاحتساب كالعدة من الاعتداد وهو لاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر وباستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبا للثواب المرجو منها فأجرني بسكون الهمزة وضم الجيم وبالمد وكسر الجيم قال في النهاية آجره يؤجره إذا أثابه وأعطاه الأجر والجزاء وكذلك أجره يأجره والأمر منهما اجرني وأبدلني منها أي من مصيبتي خيرا مفعول ثان لأبدلني (فلما احتضر أبو سلمة) بصيغة المجهول أي دنا موته يقال حضر فلان واحتضر إذا دنا موته (قال اللهم اخلف في أهلي خيرا مني) يقال خلف الله لك خلفا بخير وأخلف عليك خيرا أي أبدلك بما ذهب منك وعوضك عنه وقيل إذا ذهب للرجل ما يخلفه مثل المال والولد قيل أخلف الله لك وعليك وإذا ذهب له ما لا يخلفه غالبا كالأب والأم قيل خلف الله عليك وقد يقال خلف الله عليك إذا مات لك ميت أي كان الله خليفة عليك وأخلف الله عليك أي أبدلك كذا في النهاية (فلما قبض) أي قبض روحه ومات قوله (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه ابن ماجة (وروي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم) أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة (وأبو سلمة اسمه عبد الله بن عبد الأسد) بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي أخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وابن عمته برة بنت عبد المطلب كان من السابقين شهدا بدرا ومات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم مات في جمادي الآخرة سنة أربع بعد أحد فتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعده بزوجته أم سلمة
(٣٤٦)