أخلصت وجهي خشع أي خضع وتواضع أو سكن (لك سمعي) فلا يسمع إلا منك وبصرى) فلا ينظر إلا بك وإليك وتخصيصها من بين الحواس لأن أكثر الآفات بهما فإذا خشعتا قلت الوساوس قاله ابن الملك ومخي قال ابن رسلان المراد به هنا الدماع وأصله المودك الذي في العظم وخالس كل شئ مخه وعظمي وعصبي) فلا يقومان ولا يتحركان إلا بك في طاعتك وهن عمد الحيوان وأطنابه واللحم والشحم غاد ورائح فإذا رفع رأسه أي من الركوع قال أي بعد قوله سمع الله لمن حمده كما في الرواية الثالثة الآتية ملء السماوات والأرضين بكسر الميم ونصب الهمزة بعد اللام ورفعها والنصب أشهر ومعناه حمدا لو كان أجساما لملأ السماوات والأرض لعظمه قاله النووي سجد وجهي أي خضع وذل وانقاد فصوره زاد مسلم وأبو داود فأحسن صوره وهو الموافق لقوله تعالى فأحسن صوركم أحسن الخالقين أي المصورين والمقدرين فإنه الخالق الحقيقي المنفرد بالإيجاد والإمداد وغيره إنما يوجد صورا مموهة ليس فيها شئ من حقيقة الخلق مع أنه تعالى خالق كل صانع وصنعته والله خلقكم وما تعملون ثم يكون أي بعد فراغه من ركوعه وسجوده ما قدمت من سيئة وما أخرت من عمل أي جميع ما فرط مني قاله الطيبي وقال الشوكاني في النيل المراد بقوله ما أخرت إنما هو بالنسبة إلى ما وقع من ذنوبه المتأخرة لأن الاستغفار قبل الذنب محال كذا قال أبو الوليد النيسابوري قال الأسنوي ولقائل أن يقول المحال إنما هو طلب مغفرته قبل وقوعه وأما الطلب قبل الوقوع أن يغفر إذا وقع فلا استحالة فيه وما أسررت وما أعلنت أي جميع الذنوب لأنها إما سر أو علن أنت المقدم وأنت المؤخر قال البيهقي قدم من شاء بالتوفيق إلى مقدمات السابقين وآخر من شاء عن مراتبهم وقيل قدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده وأخر من أبعده عن غيره فلا مقدم لما أخر ولا مؤخر لما قدم قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي مطولا وابن ماجة مختصرا وابن حبان في صحيحه
(٢٦٦)