وأنكروا فضله واتهموه وظلموا وصيه وحلوا عقده ونكثوا بيعته واعتدوا عليه وغصبوه خلافته ونبذوا أمره فيه وأسسوا الجور والعدوان على اهله (اهل النبي صلى الله عليه وآله - خ ل) وقتلوهم وتولوا غيرهم ذائقوا العذاب في أسفل درك من نار جهنم لا يخفف عنهم من عذابها وهم فيه مبلسون ملعونون متعبون ناكسوا رؤسهم يعاينون الندامة والخزي الطويل مع الأذلين الأشرار قد كبوا على وجوههم في النار وان الذين آمنوا به وصدقوه ونصروه ووقروه وعزروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون في جنات النعيم والفوز العظيم والثواب المقيم الكريم والغبطة والسرور والفوز الكبير فجزاه الله عنا أحسن الجزاء وخير ما جزى نبيا عن أمته ورسولا عمن أرسل اليه وخصه بأفضل قسم الفضائل وبلغه أعلى محل شرف المكرمين من الدرجات العلى في أعلى عليين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر وأعطاه حتى يرضى وزاده بعد الرضا وجعله أقرب النبيين مجلسا وأدناهم منزلا وأعظمهم عنده جاها وأعلاهم لديه كعبا وأحسنهم اتباعا وأوفر الخلق نصيبا وأجزلهم حظا في كل خير الله قاسمه بينهم ونصيبا وأحسن اللهم مجازاته عن جميع المؤمنين من الأولين والآخرين واشهد انكم الأئمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون الصادقون المصطفون المطيعون لله القوامون بامره العاملون بإرادته الفائزون بكرامته اصطفاكم بعلمه واصطنعكم لنفسه وارتضاكم لغيبه واختاركم لسره واجتباكم بقدرته وأعزكم بهداه وخصكم ببرهانه وانتجبكم لنوره وأيدكم بروحه ورضيكم خلفاء في ارضه وجعلكم حججا على بريته وأنصارا لدينه وحفظة لحكمته وخزنة لعلمه ومستودعا لسره وتراجمة لوحيه واركانا لتوحيده وشهداء على خلقه وأسبابا اليه واعلاما لعباده ومنارا في بلاده وسبيلا إلى جنته وادلاء على صراطه عصمكم الله من الذنوب وبرأكم من العيوب وأتمنكم على الغيوب وجنبكم الآفات ووقاكم من السيئات وطهركم من الدنس والزيغ ونزهكم من الزلل والخطأ واذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا وأمنكم من الفتن واسترعاكم الأنام وعرفكم الأسباب وأورثكم الكتاب وأعطاكم المقاليد وسخر لكم ما خلق فعظمتم جلاله وأكبرتم شأنه وهبتم
(٣٠٥)