لأن القرآن هو من عند الله والرأي في الحلال والحرام صعب 1 لأن الحلال والحرام هو من عند الله عز وجل لا من قول [من] يخطي ويصيب، فهم لم يكلفوهم أن يأتوهم بالقرآن الذي ذهب أو بمثله من تلقاء أنفسهم كما أتوهم بالحلال والحرام من تلقاء أنفسهم فما هو إلا في مجرى واحد إنما هو أمر ونهي ولكنكم لم تجدوا بدا " من أن تقروا بالقرآن الذي عجزتم عن تأويله أنتم وآباؤكم الأقدمون، وهذا القرآن بكماله وتمامه وحرامه وحلاله 2 بلا اختلاف ولا تنازع عند الأئمة - عليهم السلام والصلوات من الله والرحمة والبركات - فحرمتم معرفته بجحودكم الإمام وتضييعكم الحق وقد عرفتم موضعه فلم يهدكم الله كما قال عز وجل: وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا " وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا " أبدا " 3 وكذلك السنة التي جهلتموها وقد أبانها رسول الله - صلى الله عليه وآله - في كل حلال وحرام ولكن كثر [أتباعكم 4] فطلبتم فوق أقداركم فكيف جاز لكم أن تضيعوا أكثر القرآن ولا يجوز أن تضيعوا أكثر [السنة 5؟!] ولما عجزتم عن [جميع 6] السنة كما عجزتم عن جميع القرآن ولم تكن في القرآن حيلة احتلتم بالأحاديث الكاذبة عن 7 النبي - صلى الله عليه وآله - على تجهيله وعجزه عما يحتاج الناس إليه واحتلتم على السنة بنقصها 8 وأنها لم تكمل 9].
ثم انظروا فيما جهل أصحابكم من السنة وعجزوا [عنه هل خفى عن صاحبنا