فإذا هو مسجى عليه 1 وإذا أهله عنده وهم يذكرون الحنوط، فجلست، فما أدري أجلوسي كان أسرع أم كشف الثوب عن وجهه ثم قال: السلام عليك فأخذني ما تقدم وما تأخر من الذعر ثم قلت: وعليك السلام ورحمة الله بركاته أبعد الموت؟! قال: نعم، إني لقيت ربي بعدكم فتلقاني بروح وريحان ورب غير غضبان فكساني ثياب السندس والإستبرق وإن الأمر أيسر مما في أنفسكم 2 ولا تغتروا 3، وإن رسول الله - صلى الله عليه وآله - أقسم علي أن 4 لا يسبقني حتى أدركه فاحملوني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.
فما شبهت موته إلا بحصاة رمي بها في ماء ثم ذكرت ذلك لعائشة فقالت:
ما سمعت 5 بمثل حديث صاحبكم في هذه الأمة، ولقد صدقكم.