أخا 1 العوام بن حوشب 2 فأنزله وجمع قصبا " 3 فأحرقه ثم ذرى في الفرات رماده 4.
قال جرير 5: شهدته 6 حين أحرق.
١ - غير ج: " أخو " فالرفع بناء على أنه خبر مبتدء كما هو القاعدة عند القطع عن الوصفية، قال ابن مالك:
" وارفع أو انصب إن قطعت مضمرا * مبتدء أو ناصبا " لن يظهرا " ٢ - قال ابن الأثير في الكامل ضمن ذكره حوادث سنة ثمان وأربعين ومائة: " وفيها توفي عوام بن حوشب بن يزيد بن رويم الشيباني الواسطي " وقال ابن العماد في شذرات الذهب: " فيها (أي سنة ١٤٨) توفي العوام بن حوشب شيخ واسط روى عن إبراهيم النخعي وجماعة قال يزيد بن هارون: كان صاحب أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ".
٣ - هذا عبارة ح وأما في غيرها فكذا: " فجمع قريش " ولم أجد له معنى.
٤ - كلمة " رماده " في ح فقط.
٥ - " قال جرير " ليس في ح.
٦ - ح: " فشهدته ".
أما قصة الاحراق فذكرها جمهور المؤرخين وأرباب السير فقال الطبري بعد ذكره استخراجهم إياه من قبره ما نصه (ج ٨، ص ٢٧٧): " فقطعوا رأسه وصلبوا جسده ثم أمروا بحراسته لئلا ينزل فمكث يحرس زمانا " وقيل: إنه كان فيمن يحرسه زهير بن معاوية أبو خيثمة وبعث برأسه إلى هشام فأمر به فنصب على باب مدينة دمشق ثم أرسل به إلى إلى المدينة ومكث البدن مصلوبا حتى مات هشام ثم أمر به الوليد فأنزل وأحرق ".
وقال ابن الأثير في الكامل بعد أن ذكر قصة دفن زيد وإجراء أصحابه الماء على مدفنه حتى لا يظفر بجسده أعداؤه ما نصه (ج ٥، ص ٩٠): " ثم إن يوسف بن عمر تتبع الجرحي في الدور فدله السندي مولى زيد يوم الجمعة على زيد فاستخرجه من قبره وقطع رأسه وسير إلى يوسف بن عمر وهو بالحيرة سيره الحكم بن الصلت فأمر يوسف أن يصلب زيد بالكناسة هو ونصر بن خزيمة ومعاوية بن إسحاق وزياد النهدي وأمر بحراستهم وبعث الرأس إلى هشام فصلب على باب مدينة دمشق ثم أرسل إلى المدينة وبقي البدن مصلوبا إلى أن مات هشام وولي الوليد فأمر بإنزاله وإحراقه ".
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (ج ٩، ص ٣٣١):
" وتتبع يوسف بن عمر الجرحي هل يجد زيدا " بينهم وجاء مولى لزيد سندي قد شهد دفنه فدل على قبره فأخذ من قبره فأمر يوسف بن عمر بصلبه على خشبة بالكناسة ومعه نصر بن خزيمة ومعاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري وزياد النهدي ويقال: إن زيدا " مكث مصلوبا " أربع سنين ثم أنزل بعد ذلك وأحرق فالله أعلم (ثم ذكر كلاما " عن الطبري وقال في آخره): فلما ظهر على قبره حز رأسه وبعثه إلى الشام وقام من بعده الوليد بن يزيد فأمر به فأنزل وحرق في أيامه قبح الله الوليد بن يزيد ".
وقال أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين: " قال أبو مخنف: حدثني موسى بن أبي حبيب: أنه مكث مصلوبا " إلى أيام الوليد بن يزيد فلما ظهر يحيى بن زيد كتب الوليد إلى يوسف: أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل أهل العراق فأحرقه وانسفه في اليم نسفا " والسلام. فأمر به يوسف - لعنه الله - عند ذلك خراش بن حوشب فأنزله من جذعه فأحرقه بالنار ثم جعله في قواصر ثم حمله في سفينة ثم ذراه في الفرات ".
وقال اليعقوبي في تاريخه ضمن ذكره حوادث أيام هشام بن عبد الملك بن مروان (ج ٣، ص ٦٦ من طبعة مطبعة الغري سنة ١٣٥٨):
" ثم قتلزيد بن علي وحمل على حمار فأدخل الكوفة ونصب رأسه على قصبة ثم جمع فأحرق وذري نصفه في الفرات ونصفه في الزرع وقال (أي يوسف بن عمر): والله يا أهل الكوفة لأدعنكم تأكلونه في طعامكم وتشربونه في مائكم، وكان مقتل زيد سنة ١٢١ ".
أما وقوع القضية المذكورة في المتن أي مجئ النبي صلى الله عليه وآله وإنزاله زيدا " عن الخشبة في اليقظة كما هو صريح عبارة المصنف (ره) نقلا عن كتب العامة فلم أجدها في كتاب نعم وقوعها في المنام فنقلها جماعة من أعلام الفريقين منهم ابن عساكر فإنه قال في تاريخه في ترجمة زيد ما نصه (ج ٧، ص ٢٣): " وبعث هشام إليه قوما فقتلوه وصلبوه على خشبة فقال الموكل بخشبته: رأيت النبي صلى الله عليه وآله في النوم وقد وقف على الخشبة وقال: هكذا تصنعون بولدي من بعدي؟! يا بني يا زيد قتلوك قتلهم الله، صلبوك صلبهم الله، فخرج هذا في الناس وكتب يوسف بن عمر إلى هشام: أن عجل أهل العراق قد فتنهم فكتب إليه: أحرقه بالنار، فأحرقه رحمة الله عليه ". ومنهم أبو الفرج الأصفهاني فإنه قال في مقاتل الطالبيين في أواخر ترجمة زيد (ص ٥٨ من طبعة إيران سنة ١٣٠٧) ما نصه: " حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عفير قال: حدثنا أبو حاتم الرازي قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر العتكي عن جرير بن حازم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله في المنام وهو متساند إلى جذع زيد بن علي (ع) وهو مصلوب وهو يقول للناس: أهكذا تفعلون بولدي " ومنهم السيد علي خان المدني (ره) فاه قال في أوائل رياض - السالكين ضمن ذكره مقتلزيد بن علي ما نصه: " وعن حريز بن أبي حازم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله في المنام كان مستندا إلى خشبة زيد بن علي وهو يقول: هكذا تفعلون بولدي؟! " ومنهم الفاضل المامغاني (ره) فإنه قال في تنقيح المقال ضمن ترجمة زيد ما نصه (ج ١، ص ٤٦٩) " ووجدت عن بعضهم أنه قال: لما قتلزيد بن علي وصلب رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله تلك الليلة مستندا " إلى خشبة ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، أيفعلون هذا بولدي؟!
وقال أيضا " (لكن في ص ٤٧٠): " وروى الناصر الكبير الطبرستاني وأبو الفرج في كتاب المقاتل عن رجاله عن جرير بن حازم قال: رأيت (فذكر ما نقلناه عن مقاتل الطالبيين) ".
أقول: لا يسع المقام أكثر من هذا مضافا إلى أن فيما ذكرناه كفاية للمكتفي.