وصرف فيه الآيات لعلهم يعقلون أحل فيه الحلال وحرم فيه الحرام وشرع فيه الدين لعباده عذرا ونذرا لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ويكون بلاغا لقوم عابدين فبلغ رسالته وجاهد في سبيله وعبده حتى اتاه اليقين صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا أوصيكم عباد الله واوصى نفسي بتقوى الله الذي ابتدء الأمور بعلمه واليه يصير غدا معادها وبيده فناءها وفناءكم وتصرم أيامكم وفناء آجالكم وانقطاع مدتكم فكان قد زالت عن قليل عنا وعنكم كما زالت عمن كان قبلكم فاجعلوا عباد الله اجتهادكم في هذه الدنيا التزود من يومها القصير ليوم الآخرة الطويل فإنها دار عمل والآخرة دار القرار و الجزاء فتجافوا عنها فان المغتر من اغتربها لن تعدوا لدنيا إذا إليها أمنية أهل الرغبة فيها المحبين لها المطمئنين إليها المفتونين بها أن تكون كما قال الله كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات
(٣٢٢)