لكيلا تسرعوا إلى الوثوب في مثل الذي وثبتم وقد قال الله لنبيه صلوات الله عليه وآله وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ولا الذي ذكرت فيكم من المدح والتطرية بعد التذكير والموعظة رهبة منى لكم ولا رغبة في شئ مما قبلكم فانى لا أريد المقام بين أظهر كم إن شاء الله لأمور تحضرني قد يلزمني المقام بها فيما بيني وبين الله لا عذر لي في تركها ولا علم لكم بشئ منها حتى يقع مما أريد ان أخوضها مقبلا ومدبرا فمن أراد ان يأخذ بنصيبه منها فليفعل فلعمري انه للجهاد الصافي صفاه الله لنا كتاب الله ولا الذي أردت به من ذكر بلادكم موجدة منى عليكم لما شافقتموني غير أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي يوما وليس معه غيري ان جبرئيل الروح الأمين حملني على منكبه الأيمن حتى أراني الأرض ومن عليها وأعطاني أقاليدها وعلمني ما فيها وما قد كان على ظهرها وما يكون إلى يوم القيمة ولم يكبر ذلك على كما لم يكبر على أبى آدم علمه الأسماء كلها ولم تعلمها الملائكة
(٢٣)