بعفو الله كأني انظر إلى قريتكم هذه وقد طبقها الماء حتى ما يرى منها الا شرف المسجد كأنه جؤجؤ طير في لجة بحر فقام إليه الأحنف بن قيس فقال له يا أمير المؤمنين ومتى يكون ذلك قال يا أبا بحر انك لن تدرك ذلك الزمان وان بينك وبينه لقرون ولكن ليبلغ الشاهد منكم الغايب عنكم لكي يبلغوا اخوانهم إذا هم رأوا البصرة قد تحولت اخصاصها دورا واجامها قصورا فالهرب الهرب فإنه لا بصرة لكم يومئذ ثم التفت عن يمينه فقال كم بينكم وبين الأبلة فقال المنذر بن الجارود فداك أبي وأمي أربعة فراسخ قال له صدقت فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله وأكرمه بالنبوة وخصه بالرسالة وعجل بروحه إلى الجنة لقد سمعت منه كما تسمعون منى ان قال يا علي هل علمت أن بين التي تسمى البصرة و تسمى الأبلة أربعة فراسخ وستكون التي تسمى الأبلة موضع أصحاب العشور يقتل في ذلك الموضع من أمتي سبعون ألفا شهيدهم يومئذ بمنزلة شهداء بدر فقال له المنذر يا أمير المؤمنين ومن يقتلهم فداك أبي وأمي فقال
(١٩)