نوجب ما أوجب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم ونضيفه إلى فرض رمضان، ولا نوجب ما لم يوجب ولا نتعدى حدوده ولا نعارضه بآرائنا وقد جاءت في ذلك سنة.
كما حدثنا عبد الله بن ربيع نا محمد بن معاوية ثنا أحمد بن شعيب أخبرني عبد الله بن الهيثم ثنا أبو بكر الحنفي (1) نا سفيان عن طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن مجاهد عن عائشة أم المؤمنين (2) قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتانا يوما فقال: هل عندكم من شئ؟ قلنا: نعم أهدى لنا حيس فقال: أما (3) إني أصبحت أريد الصوم فاكل، وقد رويناه من طريق عائشة بنت طلحة عن أم المؤمنين.
قال على: وهذه سنة ثابتة، وحدثنا (4) عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد نا إبراهيم ابن أحمد نا الفربري نا البخاري نا محمد بن بشار نا جعفر بن عون نا أبو العميس هو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال:
آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان، وأبى الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال: كل قال: (5) فانى صائم قال سلمان: ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل وذكر باقي الحديث وفيه أن سلمان قال له: ان لربك عليك حقا وان لنفسك عليك حقا ولا هلك عليك حقا فأعط كلى ذي حق حقه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه السلام:
(صدق سلمان) * فهذا النبي صلى الله عليه وسلم قد صوب قول سلمان (6) في افطار الصائم المتطوع ولم ينكره.
ومن طريق ابن أبي شيبة عن أبي داود عمر بن سعد الحفري عن سفيان الثوري عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بطعام وهو بمر الظهران فقال لأبي بكر وعمر: (ادنوا فكلا قالا: انا صائمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارحلوا لصاحبكم اعملوا لصاحبكم ادنوا