خرجت الخطايا من فيه قال الباجي يحتمل أن يكون معنى ذلك أن فيه كفارة لما يخص الفم من الخطايا فعبر عن ذلك بخروجها منه ويحتمل أن يكون معناه أن يعفوا تعالى عن عقاب ذلك العضو بالذنوب التي اكتسبها الانسان وإن لم يختص بذلك العضو وقال القاضي عياض ذكر خروج الخطايا استعارة لحصول المغفرة عند ذلك لا أن الخطايا في الحقيقة شئ يحل في الماء حتى تخرج من تحت أشفار عينيه قال الباجي جعل العينين مخرجا لخطايا الوجه دون الفم والأنف لأنهما مختصان بطهارة مشروعة في الوضوء دون العينين فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه فيه إشعار بأن خطايا الرأس متعلقة بالسمع وأصرح منه ما عند الطبراني في الصغير من حديث أبي أمامة وإذا مسح برأسه كفر به ما سمعت أذناه نافلة أي زائدا له في الاجر على كفارة الذنوب (61) العبد المسلم أو المؤمن قال الباجي الظاهر أن هذا اللفظ شك من الراوي كل خطيئة نظر إليها بعينيه قال الباجي هذا يدل على أن الوضوء يكفر عن كل عضو ما اختص به من الخطايا مع الماء أو مع آخر قطر الماء قال الباجي هذا شك من الراوي فإذا غسل يديه قال الباجي كذا روى هذا الحديث رواة الموطأ غير بن وهب فإنه زاد فيه ذكر الرأس والرجلين حتى يخرج نقيا من الذنوب قال الشيخ ولى الدين العراقي خص العلماء هذا بالضمائر قالوا وأما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة قال وكذلك فعلوا في غير هذا من الأحاديث التي ذكر فيها غفران الذنوب ومسندهم في ذلك أنه ورد التقييد به في الحديث الثابت في الصحيحين الصلوات الخمس
(٥٣)