ويكنى أبا عطية ومعنى لا عدوى أي لا يعدى شئ شيئا أي لا يتحول شئ من المرض إلى غير الذي هو به ولا هام أي لا يتطير به كما كانت العرب تقول إذا وقعت هامة على بيت خرج منه ميت وقيل المراد نفي ما كانت العرب تزعم أنه إذا قتل قتيل خرج من رأسه طائر فلا يزال يقول أسقوني حتى يقتل قاتله ولا صفر كانت العرب تزعم أن الصفر حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس وهي عندهم أعدى من الجرب فالحديث لنفي ذلك أو لنفي العدوي به قولان وقيل المراد بقوله لا صفر الشهر المعروف فإن العرب كانت تحرمه وتستحل المحرم فجاء الاسلام برد ذلك ولا يحل الممرض أي ذو الماشية المريضة على المصح أي ذي الماشية الصحيحة قال عيسى بن دينار معناه النهي أن يأتي الرجل بإبله أو غنمه الجربة فيحل بها على ماشية صحيحة فيؤذي صاحبها بذلك وقال يحيى بن يحيى سمعت أن تفسيره في الرجل يكون به الجذام فلا ينبغي له أن ينزل على الصحيح يؤذيه لأنه وإن كان لا يعدى فالأنفس تكرهه وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك للأذى لا للعدوى وأما الصحيح فله أن ينزل محلة المريض إن صبر على ذلك واحتملته نفسه
(٦٨١)