فاتته صلاة المغرب فكأنما وتر أهله وماله فإن كان راويه حفظ ولم يهم دل ذلك على عدم الاختصاص كأنما وتر أهله وماله قال النووي روى بنصب اللامين ورفعهما والنصب هو الصحيح المشهور على أنه مفعول ثان ومن رفع فعلى ما لم يسم فاعله ومعناه انتزع منه أهله وماله وهذا تفسير مالك بن أنس وأما على النصب فقال الخطابي وغيره معناه نقص أهله وماله وسلبهم فبقي وترا بلا أهل ولا مال فيحذر من تفويتها كحذره من ذهاب أهله وماله وقال بن عبد البر معناه عند أهل الفقه واللغة أنه كالذي يصاب بأهله وماله إصابة يطلب بها وترا والوتر الجناية التي يطلب تارها فيجتمع عليه غمان غم المصيبة وغم مقاساة طلب الثار ولذا قال وتر ولم يقل مات أهله وقال الداوودي معناه يتوجه عليه الندم والأسف لتفويته الصلاة وقيل معناه فاته من الثواب ما يلحقه من الأسف عليه كما يلقح من ذهب أهله وماله انتهى وقال غيره حقيقة الوتر كما قال الخليل هو الظلم في الدم واستعماله في غيره مجاز وقال الجوهري الموتور هو الذي قتل له قتيل فلم يدرك دمه ويقال أيضا وتره حقه أي نقصه وقيل الموتور من أخذ أهله وماله وهو ينظر وذلك أشد لغمه ولذلك وقع عند أبي مسلم الكجي من طريق حماد بن مسلمة عن أيوب عن نافع في آخر الحديث وهو قاعد فهو إشارة إلى أنه أخذا منه وهو ينظر وقال الحافظ زين الدين العراقي كان معناها أنه وتر هذا الوتر وهو قاعد غير مقاتل عنهم ولا ذاب وهو أبلغ في الغم لأنه لو كان وقع منه شئ من ذلك لكان أسلى له قال ويحتمل أن معناه وهو مشاهد لتلك المصايب غير غائب عنهم فهو أشد لتحسره قال وإنما خص الأهل والمال بالذكر لأن الاشتغال في وقت العصر إنما هو بالسعي على الأهل والشغل بالمال فذكر أن تفويت هذه الصلاة نازل منزلة فقد الأهل والمال فلا معنى لتفويتهما بالاشتغال بهما مع كون تفويتها كفواتهما أصلا ورأسا وقال بن الأثير في النهاية يروى بنصب الأهل ورفعه فمن نصب جعله مفعولا ثانيا لوتر وأضمر فيها مفعولا للم يسم فاعله عائدا إلى الذي ومن رفع لم يضمر وأنام الأهل مقام ما لم يسم فاعله لأنهم المصابون المأخوذون فمن رد النقص إلى الرجل نصبهما ومن رده إلى الأهل والمال رفعهما وقال الحافظ مغلطاي قيل إن النصب على نزع الخافض والأصل وتر في أهله وقيل إن الرفع على أنه يدل اشتمال أو بدل بعض وفي شرح المشارق للشيخ أكمل الدين قيل يجوز أن يكون النصب على التمييز أي وتر من حيث الأهل نحو غبن رأيه وألم نفسه وعليه قوله تعالى إلا من سفه نفسه على وجه (22) فلقي رجلا لم يشهد العصر قال في الاستذكار ذكر بعض من شرح الموطأ إن هذا الرجل هو عثمان بن عفان قال وهذا لا يوجد في أثر علته وإنما هو رجل من الأنصار من بني حديدة طففت أي نقصت نفسك حطها من الاجر تأخيرك عن صلاة الجماعة والتطفيف في لسان العرب هو الزيادة على العدل والنقصان منه
(٣١)