بعض كانت للمسلمين جولة قال النووي أي انهزام وخفة ذهبوا فيها قال وهذا إنما كان في بعض الجيش واما رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة معه فلم يولوا وقد نقلوا إجماع المسلمين على أنه لا يجوز ان يقال انهزم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرو أحد قط أنه انهزم بنفسه صلى الله عليه وسلم في موطن من المواطن بل ثبتت الأحاديث الصحيحة بإقدامه وثباته في جميع المواطن قد علا رجلا من المسلمين أي ظهر عليه وأشرف على قتله أو صرعه وجلس عليه ليقتله على حبل عاتقه هو ما بين العنق والكتف فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت قال النووي يحتمل أنه أراد شد كشدة الموت ويحتمل قاربت الموت لا هاء الله إذا قال النووي هكذا هو في رواية المحدثين في الصحيحين وغيرهما إذا بالألف في أوله وأنكر الخطابي هذا وأهل العربية وقالوا هو تغيير من الرواة وصوابه لاها الله ذا بغير ألف وقالوا وها بمعنى الواو يقسم بها فكأنه قال والله ذا وقال المازني قول الرواة لاها الله إذا خطأ والصواب لاها الله ذا أي ذا يميني وقال أبو زيد ليس في كلامهم لاها الله إذا وإنما هو لا ها الله ذا وذا صلة في الكلام والمعنى لا والله هذا ما أقسم به وقال أبو البقاء وقع في الرواية إذا بألف وتنوين ويمكن توجيهه بأن التقدير لا والله لا يعطى إذن ويكون لا يعمد إلى آخره تأكيدا للنفي المذكور وموضحا للسبب فيه وقال الطيبي ثبت في الرواية لا ها الله إذا فحمله بعض النحاة على أنه تغيير من الرواة وأن الصواب ذا وليس كما قال بل الرواية صحيحة وهو كقولك لمن قال لك افعل كذا والله إذا لا أفعل فالتقدير والله إذا لا يعمد إلى آخره قال ويحتمل أن تكون إذا زائدة وكذا قال القرطبي إذا هنا هي حرف الجواب كقوله أينقص الرطب إذا جف قالوا نعم قال فلا إذا قال وأما هاهنا فليست للتنبيه بل هي بدل من مدة القسم في قولهم الله لأفعلن انتهى وقد وردت هذه الجملة كذلك في عدة من الأحاديث فيظن توارد الرواة في جميعها على الغلط والتحريف من ذلك حديث عائشة في قصة بريرة لما ذكرت أن أهلها يشترطون الولاء قال لاها الله إذا وحديث أنس في قصة جليبيب أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب عليه امرأة من الأنصار إلى أبيها فقال حتى أستأمر أمها قال فنعم إذن فذهب إلى امرأته فذكر لها ذلك فقالت لاها الله إذن وقد منعناها فلانا أخرجه بن حبان وأخرج أحمد في الزهد عن مالك بن دينار أنه قال للحسن لو لبست مثل عباءتي هذه قال لاها الله إذا لا ألبس مثل عباءتك هذه وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن بن جريج قال قلت لعطاء أرأيت لو أني فرغت من صلاتي فلم أرض كمالها أفلا أعود له قال بلى ها الله إذا قال وقلت لهم كأنهم كانوا يشددون في المسح للحصا لموضع الجبين مالا يشددون في مسح الوجه من التراب قال
(٣٨٠)