كتاب الوقوف والصدقات تشترك الصدقات جميعا في ابتنائها على خروج المالك عن ملكه وعدم انتفاعه به، إلا أنها على قسمين:
الأول: ما يبتني على حبس العين من أجل استيفاء منفعتها أو نمائها تدريجا في الجهة المتصدق عليها.
الثاني: ما لا يبتني على ذلك، بل على مجرة خروج المال عن ملك مالكه، مع بقائه على ما هو عليه صالحا للتصرف في الوجوه المختلفة والتنقل بينها.
والأول هو الوقف وما الحق به، والثاني بقية الصدقات.
فيقع الكلام في القسمين معا في ضمن مبحثين..
المبحث الأول في الوقف وما ألحق به الوقف عبارة عن إخراج العين عن ملك مالكها وتحبيسها من أجل استيفاء منفعتها أو نمائها مع تسبيل تلك المنفعة أو النماء وبذلهما لجهة معينة عامة أو خاصة. ويقع الكلام فيه ضمن فصول.