الموسوعات الفقهية الشيعية، قائلا: لا توجد مسألة فقهية هنا إلا ولها أساس ومصدر في فقه أهل السنة وكتب الحديث التي تعرفها.
كان الذهول باديا على صديقي السلفي، لأني كنت أعلم أن ذهنه محشو بأفكار وأوصاف للشيعة لا وجود لها إلا في بطون الكتب السلفية وعقولهم.
لذلك لما فكرت في دعوته لزيارة المكتبة الشيعية كان غرضي إيصاله لهذه الحالة من الذهول والاستغراب؟! لدرجة أنه شك في نفسه وفي وجوده وهل هو حقا داخل مكتبة شيعية أما أن في الأمر خدعة. لكني كنت أدرك تساؤلاته واستغرابه الوضح.
كنت أقرأ عناوين الكتب التي يعرفها جيدا وأشير إلى مكانها بين الكتب والمصادر الشيعية الخاصة. لكن المفاجأة هذه المرة كانت مذهلة ولا تصدق.
عندما وقفنا أمام رفوف الكتب العقائدية. لأن صديقنا ستقع عينه على مجموعة الكتب التي يصدرها السلفيون ضد الشيعة، لقد وجد كل الكتب التي تسب الشيعة وتطعن في مذهبهم وعقيدتهم، مثل كتب إحسان إلهي ظهير والجبهان ومحمد الغريب وغيرها. مما تطبعه مطابع السعودية وتوزعه دور النشر المرتبطة بالسلفية.
أخذ صديقي السلفي يتصفح تلك الكتب ويقرأ بعض محتوياتها، وكأنه غير متيقن من وجودها هنا؟! قلت له إنها نفسها الكتب التي قرأت في الجزائر، أن إدارة المكتبة هنا حريصة على اقتناء مثل هذه الكتب، وتطلبها من داخل السعودية، ولا تكاد مكتبة شيعية تخلو من مثل هذه الكتب. وهناك ردود مكتوبة ومطبوعة تجدها بجانب هذه الكتب، ألفها علماء الشيعة وفقهاؤهم.
قلت لصديقي السلفي أنت مستغرب من وجود هذه الكتب هنا وهي تسب الشيعة وتطعن في عقيدتهم؟! وهي في نظرك قد تكون خطرا على الطلبة الشيعة وفيهم شباب صغار السن قليلوا الاطلاع على المذهب؟! لكني