الميادين الفكرية. اختصرت كتب التاريخ الطويلة، كما اختصرت موسوعات الحديث، وشمل هذا الاختصار أيضا كتب الفقه والأدب.
أما الآن فإننا نعتقد أن عملية الاختصار التي يقوم بها بعض كتاب السلفية وراءها ما وراءها؟! خصوصا اختصار السيرة النبوية وكتب الحديث (157).
وهذه العملية وإن كانت عملية في الأصل ولا إشكال على ممارستها.
فإنها قد تصبح مدخلا يلج منه السلفيون للقيام بعملية تحريفية واسعة النطاق.
فقد يحذفون من السيرة النبوية كل ما لا يتناسب مع مذهبهم. كما يتم تشطيب وإلغاء الأحاديث التي يتشبث بها خصومهم. وعليه سيظهر مختصر صحيح البخاري لا يجد فيه المخالف للسلفية أي مستند. وهكذا بالنسبة للسيرة النبوية، ففضائل أهل البيت مثلا، سيتم التخلص منها بيسر وسهولة.
أما كتب التواريخ فلا نشك أنها ستصبح أموية أكثر من اللزوم. لأن من يعتقد في يزيد ابن معاوية الفاسق أنه كان أميرا للمؤمنين واجب الطاعة. لن يرضى بما كتبه المؤرخون في وصف حاله من الفسق والفجور وصولا إلى الكفر (158).