على بوادي آل مرة وأخذ عليهم إبلا كثيرة فتكاثرت عليهم أفزاع البوادي فرسانا وركبانا وصارت هزيمة على المسلمين (20). وهذا النص كما لا يلاحظ القارئ ليس فيه إشارة أبدأ إلى ما يفيد أن الغزو كان في سبيل الله ومن أجل الدعوة إلى التوحيد لأن الأمير أغار على البوادي وأخذ إبلهم فاجتمع أصحاب المال ومن أنجدهم فاستخلصوا منه أموالهم وانهزم " المسلمون ". ولم يقل المؤرخ أنه بعث لهم من يبشرهم بالعقيدة الصحيحة وأنهم أبوا وأعلنوا الحرب على " المسلمين " فقام هؤلاء بالدفاع عن أنفسهم كما كان الرسول (ص) وصحابته يفعلون.
لقد دامت الحرب التي شنها الوهابيون على مدينة الرياض قرابة سبعة وعشرين عاما، كان الجيش الوهابي يهاجم هذه المدينة ويحاصرها ويهدم أسوارها ويقطع نخيلها ويحرق زروعها ويقتل كل من يوجد خارج أسوارها ساعة الغزو. لكن هذه المدينة صمدت بصمود رئيسها دهام بن دواس، وكان الغرض من هجوم الوهابيين هو السيطرة على هذه المدينة التي تقرب من الدرعية ليس إلا. فلا توجد نصوص تاريخية أخرى تفند رأينا هذا. ويثبت من خلالها الدعوة الدينية أو إرسال المبشرين إلى هذه المدينة لدعوتهم إلى التوحيد والإسلام. وإنما انطلقت الحروب والغزوات بغتة لكنها تميزت بإصرار منقطع النظير من طرف أمير الدرعية لامتلاك هذه المدينة مهما كلف ذلك من خسائر أو مظالم.
أنظر ما يقول ابن بشر في تاريخه يصف سيطرة الوهابيين أخيرا على الرياض وكيف تمت. لما سمع دهام بن دواس رئيس الرياض بقدوم عبد العزيز والجيش الوهابي غازيا الرياض للمرة الأخيرة، جمع عياله وأهله وقرر الهروب من المدينة وقبل أن يغادرها طلع على الناس من قصره وخاطبهم قائلا: " يا أهل الرياض إن هناك لي مدة سنين أحارب ابن سعود والآن سئمت من