كانوا يعملون "؟!.
وإذن لم يكن الحال الذي وصفه الشيخ وأتباعه من الشرك والكفر يخص بلاد نجد وأعرابها. وإنما الواقع الإسلامي برمته انطلاقا من مكة والمدينة. وعليه فالحكم بالكفر والشرك قد شمل الجميع. وإذا كان الخلف قد ورث ذلك عن السلف فإن الحكم واحد يشمل السلف والخلف جميعا. فهم شركاء في الإرتداد عن الإسلام والانحراف عن طريق التوحيد.
أما ما يذهب إليه مؤرخو " السلفية " وأتباع الشيخ من تهويل واقع الشرك والانحراف العقائدي الذي كان قد أصاب نجد فإنما هو لتبرير صوت السيف والدماء التي أهرقت في بلاد نجد وغيرها، والأموال التي سلبت من أصحابها بحجة أنهم كفار مشركون! فالسيف الذي أراق دماءهم هو سيف الجهاد الإسلامي، وهو نفسه السيف الذي أراق دماء مشركي العرب في الجاهلية؟!.
لقد حكم الشيخ ابن عبد الوهاب على القبائل المجاورة للدرعية بالشرك والكفر، فجهز أتباعه لغزوها وفتح بلدانها. فانطلقت حملات الجهاد في سبيل الله ونشر التوحيد وتعليم البدو أركان الإسلام (16).