أنهم يقولون ما دعونا الأصنام وتوجهنا إليهم إلا لطلب القرب والشفاعة * (والذين اتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى.
ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) *، الثالثة: أنه (ص) ظهر على قوم متفرقين في عبادتهم فبعضهم يعبد الملائكة وبعضهم الأنبياء والصالحين وبعضهم الأشجار والأحجار، وبعضهم الشمس والقمر فقاتلهم ولم يفرق بينهم. الرابعة: أن مشركي زماننا أغلظ شركا من الأولين لأن أولئك يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة وهؤلاء شركهم في الحالتين لقوله تعالى * (فإذا ركبوا في الفلك دعو الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) * (11).
ويقول في رسالة كشف الشبهات: "... إن قصدهم الملائكة والأنبياء والأولياء يريدون شفاعتهم والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماءهم وأموالهم، وعرفت التوحيد الذي دعت إليه الرسل وأبى عن الإقرار به المشركون وهو معنى لا إله إلا الله فإن الإله عندهم هو الذي يقصد لأجل هذه الأمور ملكا كان أو نبيا أو وليا أو شجرة أو قبرا أو جنيا، لا الخالق الرازق المدبر فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما مر وإنما يعنون بالإله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ " السيد " (12).
بهذا الفهم لمعاني التوحيد في القرآن وما جاءت به الآيات الخاصة بالمشركين، وما رآه وشاهده الشيخ في نجد وحولها من شعائر الاهتمام بقبور الصالحين والأولياء. انطلق يكفر معاصريه ويصفهم بأنهم أغلظ شركا من الأولين. وإذا كان محمد رسول الله (ص) قد بعث لمحاربة مشركي قريش