أي بالعلم.. وهذه بلية تحير السامع كتبتها استطرادا للتعجب، وهو من قبيل اسمع واسكت (171).
لقد تعمدت إيراد تعليق الذهبي على حديثه الذي رواه ولا شك أن القارئ قد ارتسمت على محياه علامات التعجب والاستفسار من الحديث الذي يقول راويه بعدما ذكر عوالم غريبة جدا ولكنها محدودة بالكم والزمن. وكذا التصور العام لشكل العالم والكون الدائري بحيث لو دلى بعض الحشوية حبلا عبر الأراضي السبع وقطع مسافة خمسمائة عام بين الأرض، والأرض لنزل حبله على " الله " - سبحانه وتعالى عما يصفون -. وهذا الحديث جعل الله ضمن هذا العالم وعند تقاطع السماوات والأرض، أي محددا ضمن زمان ومكان معين، وهذا مبلغ علم الحشوية. ولكن العجب والاستغراب ليس فقط في الحديث ولكن في تعليق من كتبه وجاء به ليثبت صفة العلو للعلي الغفار، وأنا شخصيا لم أفهم ماذا يعني بقوله: رواه التقات وأحمد بن حنبل، فهل هي إشارة لكونه صحيحا. وما علاقة ذلك بقوله تعالى * (وهو معكم أينما كنتم) * الذي ادعى أن الرسول (ص) تلاها. إن في تعليقه خبط وخلط غير مفهوم، جعلني أشك في نصه، فلربما كان له تعليق آخر وطالته يد الحشوية فحرفته عندما نقلوه فجاء تحريفهم مضطربا، يجوز!؟
ولكن ما معنى قوله وهو يوجه " لهبط على الله " يريد معنى الباطن، أي باطن هذا؟! إنها تساؤلات لن توجد لها أجوبة مقنعة، إلا كما قال هو بنفسه، في الأخير، اسمع واسكت! أي لا تقول هذا افتراء على الله ورسوله والحقيقة، لا تقول ذلك؟ وإلا اتهمك الحشوية بالتعطيل والجهمية، والحقيقة أن علينا عندما نقرأ مثلا هاته الأساطير المنسوبة لدين التوحيد، أن نقول سبحانك هذا افتراء وكذب على دينك، وإنا نعوذ بك أن نضل أو ننحرف عن جادة التوحيد الخالص والتنزيه الذي يليق بذاتك المقدسة سبحانك؟!.