تذكره الأناجيل (انظر إلى الجزء الأول صحيفة 235 - 236).
أفلا يؤدي بهم ذلك إلى الاعتبار والارتداع والتوبة، أفلا يؤدي بهم ذلك إلى شكر النعمة، أفلا تحسن نعمة الله على عباده إلا لإنعاش أفئدة بني إسرائيل، وأن إنعاش أفئدة بني إسرائيل يحصل بإحياء رجل واحد نصب أعينهم فيذكر لهم حزقيال البشارة عن الله.
وأما في غيبتهم فلا يفيدهم إحياء أهل الدنيا خصوصا إذا كان المشاهد له حزقيال وحده، فإن بني إسرائيل من عرفت أحوالهم من العهد القديم والمخبر لهم بالأمرين واحد وهو حزقيال، فإن لم يصدقوه بالبشارة لم يصدقوه بالإحياء ولا يكون انفراده بهذا الخبر إلا كقول القائل (أنا الشاهد لنفسي).
ولكن المتكلف كأنه سمع من كتبه شواهد التبليغ في أحوال أشعيا وأرميا، وحزقيال، وهوشع، (كما ذكرناه في الجزء الأول صحيفة 50، و 51)، فجعل المتكلف هذا من ذاك، ولم يدر أن ذاك على ما به أهون من هذا.
× × × وقال الله جل اسمه في سورة لقمان 11: (ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد) 12 (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)، ثم وعظه بإقامة الصلاة ومكارم الأخلاق كما ذكره الله جل شأنه من الآية 15 - 19.
فقال المتكلف (يه 2 ج ص 102) من تتبع القرآن رأى محمدا (ص) لم يقتصر على جعل بعض فلاسفة اليونان الذين لم يعرفوا الإله الحقيقي من الأنبياء كما في ابيمنيدس، وتقدم الكلام عليه بل سمى بعض السور باسم بعض الفلاسفة كما في سورة لقمان، ففي هذه السور ادعى أن الله آتي لقمان الحكمة، وأن لقمان حض ابنه على أن لا يشرك بالله وهو من الغرائب فإنه لم يرد في كتب الوحي أن الله أوحى إلى لقمان ولا إلى غيره من فلاسفة اليونان بل الكتاب المقدس قال: إنهم لا يعرفون الإله الحقيقي، وأنهم كانوا يستبيحون