على وجه بينا لك في تتمة الصدر أنه كلما رام المتكلف أن يصلحه بمعونة معرفة المرسلين الأميركان فلم يستطع إلا مواساة توراته في الاضطراب والاختلاف.
فقل للمتكلف: أبهذه التوراة ذات النشؤ المجهول والكاتب المغلاط تريد أن تعارض القرآن الكريم؟ لا، ولا واحدا من كتب التاريخ، أيها المتكلف ألم يسمح أدبك أو إنصافك أن تجعل القرآن بمخالفته للتوراة الرائجة في صف النسخة السبعينية إذ كان يرتلها المسيح عليه السلام، كما تقولون في خطابه ويدرسها الرسل والقدماء كما تقولون لاحتجاجهم لا، ولا منة ولا إحسان فإنما هو هو ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين وذكرى للمؤمنين ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا.
* * * شأن إبراهيم والكواكب وقد كرر المتكلف (يه 2 ج ص 45) اعتراضه على الآيات التي ذكرت ذلك في سورة الأنعام 75 - 78: وقد قدمنا لك الكلام في ذلك مستوفى في الجزء الأول (صحيفة 106 - 108).
* * * وقال الله تعالى في سورة البقرة 260: (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين).
فقال المتكلف (يه 2 ج ص 30 و 31) ما ملخصه: أجمع علماء الإسلام على أن الذي حاج إبراهيم هو نمرود ابن كنعان الجبار، ولا شك أن محمد (ص) اتخذ هذه القصة من الخرافات اليهودية التي كانت متداولة في عصره، والتوراة منزهة عن مثل هذه الخرافات، على أن نمرود لم يكن معاصرا لإبراهيم بل يعلم من سفر التكوين أنه كان بين نمرود وإبراهيم نحو ثلاثمائة سنة، فأقوال