ولكن ليعلم المتكلف فيسخط أو يرضى أن القرآن يعد حقائق هذه الكلمات كفرا وإلحادا وجحودا لله إله الحق، ويعد مجازاتها جهلا وضلالا، ويسعد بذلك التوراة الحقيقية في استغاثتها من ذلك.
وأما عدم ذكر التوراة الرائجة لتوبة آدم فذلك لعادة رباها عليها آباؤها وكاتبوها في أنهم يذكرون خطايا الأنبياء ولا يذكرون توبتهم، فهل يراها المتكلف ذكرت توبة نوح كما يزعم مما ذكرته (تك 9، 21)، أو توبة إسحاق مما ذكرته (تك 26، 7)، أو توبة يعقوب مما ذكرته (تك 27، 18 - 35) أو توبة موسى مما ذكرته (خر 4، 10 - 14، و 5، 22، و 32، وعد 11، 11 - 15)، أو توبة هارون مما ذكرته (خر 32، 1 - 7)، أم يقول المتكلف: إن هؤلاء ما تابوا ولكن تساهل الله معهم فأبقاهم على وظيفة النبوة ولوازم القداسة، حاشا لله القدوس الحكيم العليم من ذلك سبحانه وتعالى شأنه.
× × × وقال الله تعالى في سورة الأعراف 189 و 190: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة) (الآيات)، وقد ذكرناهما في الجزء الأول وذكرنا في شأنهما ما يبطل تشبثات المتكلف لأوهامه (يه 1 ج 11 و 2 ج ص 93 و 94) فانظر إلى الصحيفة 93 - 94.
* * * وقال الله تعالى في سورة المائدة 30: (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين 33 فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين 34 فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه فقال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة فأصبح من النادمين).
فقال المتكلف (يه 2 ج ص 43) وقول القرآن: إن الغراب علم قايين كيفية دفن أخيه مأخوذ من خرافات اليهود القديمة، وهل يتصور أن قايين كان يجهل هذا الأمر، وكان يرى مدة حياته الذبائح تقدم لله، وهل يعقل أنه لم ير