إلى السماء مكررا، فلا يبقى في أمر المعراج إلا المطالبة بالحجة على وقوعه، ومرجع ذلك إلى الحجة على صدق النبي (ص) الذي أخبر به في دعوى النبوة...
أما ما جاء في العهدين من أمر الصعود إلى السماء فقط جاء في صراحة الملوك الثاني (2، 1 و 11) أن إيليا صعد إلى السماء.
وجاء في الأناجيل أن المسيح صعد بجسمه إلى السماء (مر 16، 19 ولو 24، 51).
وعن كورنتوش الثانية عن بولس في مقام افتخاره (12، 2 - 5) أعرف إنسانا في المسيح قبل أربع عشرة سنة أفي الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم، الله يعلم اختطف هذا إلى السماء الثالثة واعرف هذا الإنسان أفي الجسد أم خارج الجسد لست أعلم الله يعلم أنه اختطف إلى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ للإنسان أن يتكلم بها.
وهذا الشك منه لا يصح إلا مع تجويزه لصعوده بجسده إلى السماء الثالثة وإلى الفردوس.
وأيضا في شأن (حنوك) - أي إدريس المسمى في العهد الجديد أخنوخ، جاء في التوراة أن الله أخذه (تك 5، 24)، وفي العهد الجديد أن الله نقله لكي لا يرى الموت (عب 11، 5)، والمعروف أن المراد من هذا الكلام إصعاده إلى السماء.
هذا وإن المعلوم من دين الإسلام أن رسول الله (ص) أخبر بعروجه بجسده الشريف إلى السماء، فالحجة على نبوته حجة على وقوع ما أخبر به، كما أن صعود حنوك وإيليا والمسيح يتوقف التصديق به على العلم بأخبار النبوة به، وكذا الصعود الجسماني أو الروحاني الذي نسبت دعواه إلى بولس.
(فإن قلت): إذا كان الصعود إلى السماء مذكورا في العهدين بهذا التكرار فلماذا يقول المتكلف إن المعراج مأخوذ من خرافات اليهود القديمة، (قلت) إن شئت أن تقول إنه لا يدري بما في كتبه، وإن شئت أن تقول إنه يريد أن يموه