يحل في بقية أمور سليمان وكل الذي صنعه على سفر أمور سليمان، وأن سفر سليمان كان موجودا وهو يشرح هذه الأحوال لكان للمتكلف أسوة واقتداء في إنكار ذلك بكثير من قومه الذين أنكروا كثيرا مما صرح به العهدان كتب وحيهم وقد ذكرنا لك جملة من ذلك في الجزء الأول صحيفة 163 - 165، وأشرنا إلى الطوايا الباعثة على إنكار ذلك، وتزيد على ذلك في هذا المورد الأسباب المقتضية للمجاهرة بالتحامل والتعصب على القرآن الكريم، فلا حاجة إلى تكرار الحال العهدين في سندهما وكتبتهما وابتلائهما بالتقلب وما شحنتهما به الأهواء لكي تعلم أن عدم ذكرهما للحقائق لا يمس شرفها بمقدار ما يقذي العين، ولو فرضناهما كتب تواريخ معتبرة، كيف وهذه الحقائق مما لا يصل إليه ولا ينبئ عنه إلا الوحي الذي لم يضعه الضلال ولم تبلغه الحوادث ولم يشوه كتابه التحريف والتبديل.
* * * وقال الله تعالى في سورة الأعراف 163: (واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون 166 فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين).
فقال المتكلف (يه 2 ج ص 17 و 59) ما ملخصه إنه حاشا الله أن يجرب عباده على اقتراب المنكر ويجعل الحيتان تأتي يوم السبت ولا تظهر في باقي الأيام، قال يعقوب الرسول إن الله: لا يجرب أحدا بالشرور ولكن كل واحد إذا يجرب انجذب وانخدع من شهوته.
وإن عقاب المولى لهم بمسخهم قردة وخنازير من الخرافات ولا يوجد لذلك أثر في التوراة، والقرآن جرى في ذلك حسب مذهب الوثنيين القائلين بالتناسخ.
قلت: جاء في التوراة الرائجة إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلما وأعطاك