ونقول هاهنا بحسب القدر المتفق عليه من تاريخها، والجامع المحصل من منقولاته أنه لا بد أن يكون اجتماع هذا العدد المنتخب من أهل العصر الواحد حجة على أهل الكتاب في نقل كتابهم، فإنه راجع في الحقيقة إلى انتخاب جامعة الملة وعناية رئاستها الدينية من دون توسط اضطهاد أو الجاء أو أدنى سبب للتغيير، بل كان الحال يحث على الدقة والمحافظة على المطابقة كما يشهد لذلك اتفاق التاريخ على أن هذه الترجمة فازت في الملة اليهودية ورئاستها العلمية الدينية بالاحتفال والقبول والاعتماد.
وتتأكد الحجة بها على النصارى لأجل ما ذكروه من اعتماد المسيح عليها وأنه كان يخاطب اليهود الذين اجتمعوا يوم الخمسين من الترجمة السبعينية وكذا استفانوس المملوء بزعمهم من الروح القدس كان يخاطب اليهود منها، وكذا الذين تشتتوا في البلاد ليكرزوا بالمسيح.
وكذا المعلمين من قدماء النصارى (انظر أقلا يه 3 ج ص 175 و 212 و 4 ج ص 90 - 92).
ويشهد لذلك أيضا اعتماد العهد الجديد عليها في ذكر الفقرات التي اختصت بها دون العبرانية كما سيأتي ذكره قريبا إنشاء الله.
إذا عرفت ذلك فنقول: إن النسخة السبعينية هذه تشهد بوجود السقط والزيادة في النسخة العبرانية، (أما شهادتها بوجود السقط والنقصان والغلط في العبرانية).
فقد ذكرت فقرات كثيرة غير موجودة في الأصل العبراني، ولنذكر لك بعضا منها (وهذه هي) في سفر التكوين 4، 8 (تعال نخرج إلى الحقل) 10، 24 (وارفكشاد ولد قينان وقينان ولد شالح).
وفي سفر اللاويين 1، 10 (يوضع يده على رأسه)، 3، 13 (أمام الرب) 7، 3 (وكل الشحم الذي على الأحشاء) 19، 23 (الذي يعطيكم الرب إلهكم) 21، 5 (لميت) 24، 7 (وملحا).
وفي سفر العدد 4، 14 (ويأخذون ثوبا أرجوانيا ويغطون به المرحضة