أيام (يو 11، 39 - 45). وأنه عند حادثة الصليب تفتحت القبور وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامة المسيح ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين (مت 27، 52 و 53)، وأنه حصلت الحياة للميتة على يد بطرس (1 ع 9، 36 - 42) وحياة الميت على يد بولس (10 ع 20، 9 و 10).
فالمتكلف لم يعترض على ما ذكره القرآن الكريم بما اعتاده من قوله (خرافة)، ولم يذكره أحد، ولا يعقل، ولا يتصور، فلم يقل ذلك لا ورعا بل محافظة على ما ذكره العهد الجديد في الأناجيل وأعمال الرسل كما أشرنا إليه.
ومع ذلك فقد أبت سجيته إلا أن يعترض (يه 2 ج ص 24 و 25)، فذكر قول المفسرين بأن هؤلاء هربوا من الطاعون فأماتهم الله ثم أحياهم على يد حزقيال بن بوذي، فكان أدب المتكلف أن يقول في اعتراضه، ففي زمان حزقيال النبي لم يهرب عشرة آلاف من بني إسرائيل من الطاعون كما قال القرآن وأن الله أماتهم وأن النبي حزقيال بعثهم من الموت.
قلت: ولم يقل القرآن الكريم بأنهم هربوا من الطاعون ولكنه قال: (حذر الموت)، ولم يقل القرآن والمفسرون إنهم من بني إسرائيل، ولم يقل القرآن والمفسرون إن حزقيال بعثهم من الموت، بل قاله المتكلف بإلهام ذاك الروح المذكور (1 مل 22، 22 و 2 أي 18، 21).
وهب أن القرآن أشار إلى قصة حزقيال فإن كتاب حزقيال على ما في العهد القديم من أسباب الخلل لم يقل إن العظام المالئة للبقعة كانت عظام أموات مات كل واحد في وقت منفرد، بل لو كانوا كذلك لتدافنوا، وفي كتاب حزقيال عن قول الله (37، 9) هلم يا روح من الرياح الأربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا، والمتكلف حذف تسميتهم بالقتلى من منقوله، وذلك لأجل دلالة وصفهم بالقتلى على أنهم ماتوا دفعة واحدة بسبب واحد وأن الموت بالوباء والطاعون ونحوهما من البلايا والعياذ بالله يسمى قتلا، انظر (خر 4، 23 مع 12، 29) فينطبق ما في حزقيال على قول المفسرين أحسن انطباق، ولكن