أمر من الله بل بمجرد مشورة من رجل من سائر الناس، والتوراة الرائجة تذكر أن موسى كان يؤخر ما يصدر عليه إلى أن يبين الله له حكمه فذكرت أنه لم يحكم على ابن الإسرائيلية الذي سب الاسم بل حبسه إلى أن أمره الله بقتله رجما انظر (لا 20، 10 - 17)، وكذا فيمن وجدوه يحتطب في يوم السبت (عد 15، 32 - 37).
وذكرت عن أول كلام الله لموسى في طور سيناء في خطاب بني إسرائيل: لا تكن لك آلهة أخرى أمامي، لا تصنع لك تمثالا منحوتا، (وعبارته في العبرانية فسل)، ولا صورة مما في السماء والأرض والماء لا تسجد لهن ولا تعبدهن.
وكثيرا ما كررت وأكدت هذا النهي وتوعدت على مخالفته ونهت عن مخالطة شعوب الأرض بل أمرت بملاشاتهم احتياطا لهذه الحقيقة وحماية لحوزة التوحيد من مهاجمة الأهواء بعادية أضاليلها وحفظا لصحة الاعتقاد من عدوى داء الوثنية وسريان وباء الشرك بالتجاوز عن التوحيد وتأليه البشر وعبادة جند السماء والحيوان والجماد.
ثم لنذكر باقي الشريعة في فصول ملخصة، وربما نشير في مكرراتها إلى مورد واحد.
الفصل الأول: في الأوامر والنواهي الواردة في الآداب وتهذيب الأخلاق، وقد أمرت بني إسرائيل بعبادة الله والحلف باسمه وإكرام الأبوين، والمساعدة حتى للعدو والمبغض، والحكم بالعدل لقريبهم.
ولكنها وحاشا التوراة الحقيقية قد باهضت التعليم الإلهي وشوهت صورته، إذ خصت أمرها بالحكم بالعدل بالقريب - أي من كان إسرائيليا -، فإن التعليم الصحيح ووجدان كل البشر يشمئزان من حقيقة هذا التخصيص وصورته.
ونهت بني إسرائيل عن القتل والزنا والسرقة والالتفات إلى الجان وطلب التوابع والتفؤل والعيافة وتدنيس البنت بتعريضها للزنا وعن أخذ الرشوة ومتابعة المنافق واتباع الكثيرين لفعل الشر والتحريف وعن الحلف باسم الله كذبا