الفصل الثاني (في أوهام الاعتراضات على القرآن الكريم) من حيث وضع الأرض قال الله جل شأنه في سورة يوسف في قصة الجدب والخصب 49 (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون).
فقال المتعرب (ذ ص 51) ويترتب عليه أن خصب مصر مسبب عن المطر، وهذا خلاف الواقع، فالمطر قلما يقع في ذلك القطر ولا دخل له في خصبه بل ذلك مسبب عن قبض النيل، وهذا لا يجهله أحد من أهل البلاد النازحة عن مصر فضلا عن العرب المتاخمين لها.
قلت: أترى هذا النصراني المتصدي للأمور الدينية والمباحث العلمية كيف أدى به العناد والتمرد على الله ورسوله إلى أن فضح نفسه بالجهل بصراحة التوراة التي هي كتاب ديانته وبمبادئ الجغرافية التي لا يجهلها أطفال المكاتب الابتدائية في هذه القرون.
أما التوراة فإنها تقول بصراحتها إن القحط قد عم مصر وأرض كنعان وكل وجه الأرض (انظر تك 41. 54 - 57 و 42، 1، 2 و، 43، 1 و 2 و 8 و 45، 4 - 8)، وانظر أيضا (مز 105، 16، 17 واع 7، 11) هذا وأن الوجدان شاهد بأن الخصب في أرض كنعان لا يكون إلا بالغيث من المعصرات، وأن الجغرافية الشائعة في المكاتب الابتدائية قد فهمت الأطفال أن خصب مصر وزيادة نيلها إنما هما من نزول الغيث من المعصرات. وقد حددت