.. إلى أن قال (عليه السلام): " ولكأني أنظر إليكما وقد أخرجتما من قبريكما غضين طريين حتى تصلبا على الدوحات، فيكون ذلك فتنة لمن أحبكما، ثم يؤتى بالنار - وهي النار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وابني الحسن والحسين وابنتي زينب وأم كلثوم - حتى تحرقا بها، ويرسل عليكما ريحا مرة فتنسفكما في اليم نسفا بعد أن يأخذ السيف منكما ما أخذ، ويصير مصير كما جمعيا إلى النار.. " قال: فلما حضرت عمر الوفاة أرسل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: يا أبا الحسن! اعلم أن أصحابي هؤلاء قد حللوني مما وليت من أمورهم، فإن رأيت أن تحللني..! فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " أرأيتك إن حللتك أنا فهل لك في تحليل من قد مضى من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وابنته.. " (1) ثم ولى وهو يقول:
* (وأسروا الندامة لما رأوا العذاب) * (2).
ورواه الديلمي (3) (المتوفى 771) والمحدث الخبير السيد هاشم البحراني (4) (المتوفى 1107) [] وقال الخصيبي: وروي أنها تكفنت من بعد غسلها وحنطوها وطهارتها لا دنس فيها، وأنها لم يكن يحضرها إلا أمير المؤمنين والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم (عليهم السلام) وفضة جاريتها وأسماء ابنة عميس.. وإن أمير المؤمنين (عليه السلام) جهزها ومعه الحسن والحسين في الليل، وصلوا عليها ولم يعلم بها أحد، ولا حضر وفاتها أحد، ولا صلى عليها من سائر الناس غيرهم،