والاختيار، لا يبقى مجال لهذه الخزعبلات والتسويلات.
ومن هنا ترى القوم قد غضبوا على فاطمة (عليها السلام) - التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها (1) -، إذ هي التي كشفت للناس عن الحقائق المخفية، وأظهرت بواطن الأمور:
بدفاعها عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قبل إخراجه وعند إخراجه من البيت..
وبحضورها في المسجد واعتراضها على أبي بكر..
وببكائها ليلا ونهارا..!
وبإيرادها الخطبة الفدكية الرائعة، ليعرف الناس الحق والباطل..
وبإيصالها بدفنها ليلا.. و..
ولعل من أهم ما صنعته بالهيئة الحاكمة وصيتها الخطيرة التي تعد - بحق - من أهم ما أبقاه لنا التاريخ سندا ومسندا لبيان فداحة المصاب.. وكانت سببا لكل ما أكنه القوم من حقد وضغينة في صدورهم مما لا يعلمه إلا الله..
وإلا فلماذا لم يصل عليها أبو بكر وعمر؟! وكذا سائر الناس الذين خذلوها وخذلوا بعلها وقعدوا عن نصرة عترة نبيهم (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
ولماذا أخفي قبرها إلى يومك هذا؟!
ولم تأخرت بيعة علي (عليه السلام) للقوم ستة أشهر؟!
ولم..؟!
* * *