لو كان صادقا بحديث عن أبيها، يتضمن حكما شرعيا يعنيها بالدرجة الأولى.. ومن أولى بالزهراء من ذلك؟!
وهل كانت فاطمة بنت محمد (ص) تجهل حكم ميراث النبي، أو لم يكن هو (ص) قد أخبرها به ولا أخبر نساءه به، ولا عمه العباس ولا ابن عمه علي وهم أمس الناس حاجة لمثل هذا الأمر، لأنهم ورثة النبي لو كان يورث أو لم يكن.. حتى يأتي الأبعدون ليشهدوا بذلك!
خامسا.. وتقول: (لماذا وجدت عليه فاطمة عليها السلام؟ لا أدري حقيقة وخصوصا بأن الزهراء هي أعظم شأنا من أن تتكالب وتأسى على حطام الدنيا وخصوصا أنها تعرف دنو أجلها من أبيها عليه الصلاة والسلام). وأقول: لا يخفى بأن بعض الروايات عبرت هكذا (فغضبت فاطمة على أبي بكر في ذلك) أو (فبقيت غاضبة..) أو نحو ذلك.. هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فإن ما تقوله أنت هو الذي يبين لنا حقيقة الأمر.. فإن الزهراء الطاهرة المطهرة بنص آية التطهير والتي هي مثال الزهد، كيف تهتم بأمر دنيوي مادي وقتي ما لم يكن وراءه أمرا آخر، أكثر أهمية وأشد خطورة منه.. وليس هو إلا تثبيت عدم رضا الله عن القوم وغضبه عليهم، بعدم رضاها بل بغضبها عليهم وعلى خلافتهم، بسبب ما قاموا به تجاهها.. كما هو مفاد الحديث المتقدم بأن الله يرضى لرضى فاطمة ويغضب لغضبها.. وإلا فبالله عليك.. ألم ترو صحاحكم بأن: (من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميته جاهلية).. فهل الزهراء سلام الله عليها ماتت وهي لم تبايع أبا بكر ميتة جاهلية؟! كيف، وهي سيدة نساء العالمين بل سيدة نساء أهل