تقدم ذكره من وصيتها، وإمعانا في تأكيد بغضها لهم بل بغضهم لها وغصبهم لحقوقها.. وإلا فبالله عليك.. لو لم يكن الدفن سرا فأين قبرها؟! وهل هي نكرة مجهولة حتى يخفى قبرها عن المسلمين؟! وتلك قبور نساء النبي (ص) وأصحابه في البقيع ظاهرة للجميع، بل حتى قبور بعض أحفادها من الأئمة الطاهرين، والذين توفوا بعدها بعشرات السنين ظاهرة للعيان، وهي شهادة حية على عمق ظلامة الزهراء و اهتضامها لو تدبر المنصفون! رابعا.. تقول: (لماذا هجرته السيدة فاطمة عليه السلام ولم تكلمه؟ كيف هجرته: هل لم تزره مثلا وهي كانت معتادة زيارته؟ أم هجرته بمعنى أنه تركته ولم تعد إليه في موضوع الميراث ولم تكلمه بعد أن سمعت منه ما لم تكن تعلمه من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟).
وأقول: سبحان الله.. وهل الهجر هو بهذا المعنى يا سيبويه!! الهجر هو الإعراض والابتعاد؛ ومع ضم قرينة الغضب والوجد الحاصلين تجاه القوم من قبل الزهراء، وكذلك وصيتها المتقدمة الذكر عند دفنها والصلاة عليها، وجمعا مع حديث النبي المتواتر لفاطمة (إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)، فسوف يتجلى موقف التحدي بل التبري الذي أرادت فاطمة (ع) أن تظهره وتكشف عنه تجاه مغتصبي حقوقها وحقوق بعلها!! بل وإعلان غضب الله عليهم.. والذي أرادت سلام الله عليها أن يبقى إلى يومنا هذا حيا طريا؛ يكمن في سر دفنها وخفاء قبرها!!
ثم لو كان هجرها لأبي بكر بعد أن سمعت منه ما لم تكن تعلمه كما تزعم أنت فلم الهجر؟! أليس ينبغي عليها أن تشكر أبا بكر وتثني عليه لأنه أخبرها