وثانيا.. تقول: (لماذا لم يؤذن سيدنا علي بأن يصلي أبو بكر على الزهراء عليها السلام؟).
وأقول لك: لماذا تحرف معنى الحديث.. الحديث يقول: (فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلى عليها علي..). فهو يخبر عن ثلاثة أمور: الدفن ليلا. عدم إخبار أبي بكر، وهو معنى: لم يؤذن. كون المصلي عليها عليا (ع) ولكنك غيرت العبارة لأجل الإيهام!! فهلا أرجعت الضمير في (بها) على ما سبقه ليصح الإرجاع وليس على ما يلحقه فلا يصح! وهلا ربطت الجملة الثانية بالأولى وقلت: دفنها زوجها علي ليلا من دون أن يخبر بها أبا بكر، وصلى عليها علي.. فتكون الجملة الأخيرة تأكيدا على عدم حضوره أي مراسم لها..
وهلا تأملت في رواية المستدرك التي فيها بدل (ولم يؤذن بها أبا بكر) قوله (ولم يشعر بها أبو بكر) وهي أصرح في كون مراسم الصلاة والدفن تمت خلسة، وبعيدا عن عيون الخليفة خليفة أبيها!! لكيلا تقع المخالفة لوصية الزهراء بكتمان الأمر عليهم، وإخفاء قبرها، خصوصا مع الالتفات إلى أن الصلاة على أموات المسلمين كانت تقام من قبل الخليفة، وهذه هي سيرتهم في ذلك لا سيما على كبار الصحابة، وهذا كله لأجل التأكيد منها عليها السلام على ظلمهم لها وغصبهم لحقوقها.. فدقق.
ثالثا.. تقول: (ولماذا لا تدفن ليلا، هل الدفن ليلا مثلا مكروه؟.. الخ). وأقول: الصحيح أن يسأل.. لماذا دفنت ليلا؟! مع أن القوم كانوا ينتظرون المشاركة مع الامام علي في مراسم التشييع والصلاة والدفن صباحا، ولكنه (ع) عجل دفنها ليلا بل سرا، مع نفر قليل من أصحابه.. وما ذاك إلا لما