حدثني أبي، عن عمه، قال: " لما كلمت فاطمة أبا بكر بكى، ثم قال: يا ابنة رسول الله، والله ما ورث أبوك دينارا ولا درهما، وإنه قال: إن الأنبياء لا يورثون. فقالت: إن فدك وهبها لي رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: فمن يشهد بذلك؟ فجاء علي بن أبي طالب عليه السلام فشهد، وجاءت أم أيمن فشهدت أيضا، فجاء عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف فشهدا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقسمها. قال أبو بكر: صدقت يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدق علي وصدقت أم أيمن، وصدق عمر وصدق عبد الرحمن بن عوف، وذلك أن مالك لأبيك، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ من فدك قوتكم ويقسم الباقي، ويحمل منه في سبيل الله، فما تصنعين بها؟ قالت: أصنع بها كما يصنع بها أبي. قال: فلك علي لله أن أصنع فيها كما يصنع فيها أبوك. قالت: الله لتفعلن! قال: الله لأفعلن. قالت: اللهم اشهد. وكان أبو بكر يأخذ غلتها فيدفع إليهم منها ما يكفيهم، ويقسم الباقي، وكان عمر كذلك، ثم كان عثمان كذلك، ثم كان علي كذلك، فلما ولي الأمر معاوية بن أبي سفيان أقطع مروان بن الحكم ثلثها، وأقطع عمرو بن عثمان بن عفان ثلثها، وأقطع يزيد بن معاوية ثلثها، وذلك بعد موت الحسن عليه السلام... الخ. (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 16 ص 216)........ الخ.
أما قول الزميل عبد الله الحوت: (فتراجعت فاطمة رضي الله عنها ولم تتكلم في هذا الأمر حتى ماتت ".
فالتعليق: في هذا الكلام إشعار بأن سكوت الزهراء (ع) كان قبولا ورضا بما قاله أبو بكر، ولكن الحوت تجاوز الاشعار إلى التصريح حيث قال: