المناقب والفضائل للمناوي) ص ٦٩ ط مكتبة القرآن بالقاهرة:
اختلف المفسرون فيمن هم أهل البيت: فعن سعيد بن جبير عن ابن عباس: قيل نساؤه لأنهن في بيته، وكذلك قال عكرمة وابن السائب ومقاتل. ويقول الزمخشري: إن نساء النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته ويرى آخرون: أن أهل البيت هم علي والسيدة فاطمة الزهراء والحسن والحسين رضي الله عنهم. وممن رأى هذا الرأي: الفخر الرازي والزمخشري والقرطبي والشوكاني والطبري والسيوطي في الدر المنثور وابن حجر العسقلاني والحاكم في المستدرك. والذهبي في تلخيصه، وأحمد بن حنبل.
وهناك فريق ثالث من المفسرين يرى أن الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). شاملة للزوجات ولعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين.
وهناك فريق رابع من المفسرين يقول: إنهم بنو هاشم رهط النبي: آل علي وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس.
وننهي جولتنا بوقفة مع ابن تيمية حيث يقول: إن المختص بأهل البيت هم الأربعة: علي وفاطمة والحسن والحسين.
وقال الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في (الإمام جعفر الصادق عليه السلام) ص 71 ط المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية - القاهرة - قال:
1 - قال الشيعة: إن أهل البيت هم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين يؤيدهم في ذلك حديث أم سلمةأم المؤمنين أن النبي أجلس الأربعة حوله على كساء له وضعه فوق رؤوسهم وأومأ بيده اليمنى إلى ربه ثم قال: (اللهم هؤلاء أهل البيت، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا).
وعن أم سلمة أن الآية نزلت والرسول صلى الله عليه وسلم في بيتها وإنها عندئذ كانت على باب البيت فقالت: أنا يا رسول الله من أهل البيت؟ وأنه قال (وإنك إلى خير وأنت من أزواج النبي) وعنها أنها قالت: يا رسول الله أدخلني معهم. وأنه قال (إنك من أهلي).
2 - وقال البعض: بل عنى الله بذلك أزواج النبي. والحجة في ذلك توجيه الخطاب إليهن. ونقلوا ذلك عن ابن عباس تلميذ علي وشيعته وعامله، وذهبوا إلى أن (البيت) أريد به مساكن النبي صلى الله عليه وسلم.
3 - وقال فريق: بل إن (أهل النبي) هم أهل بيته. ولو كان أهل البيت هم زوجاته فقط لكان النص (ليذهب عنكن الرجس) لا (عنكم) كما هو النص في الآية. فدخل في ذلك رجال. وأهل النبي - بدلالة السنن التي أشرنا إلى بعضها - هم فاطمة وعلي والحسن والحسين ويؤيد ذلك قول الآية