وفي تفسير فرات ص 164، عن أنس بن مالك: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتى ذات يوم ويده في يد علي بن أبي طالب ولقيه رجل إذ قال له: يا فلان لا تسبوا عليا فإنه من سبه فقد سبني ومن سبني فقد سب الله! إنه والله يا فلان لا يؤمن بما يكون من علي في آخر الزمان إلا ملك مقرب، أو عبد قد امتحن الله قلبه للإيمان! يا فلان إنه سيصيب ولد عبد المطلب بلاء شديد وإثرة وقتل وتشريد! فالله الله يا فلان في أصحابي وذريتي وذمتي، فإن لله يوما ينتصف فيه للمظلوم من الظالم)!!
(راجع مصادره العديدة في معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام ج 1، رقم الحديث 245، وما بعده).
* * هكذا كانت الإرادة الإلهية في هذه الأمة، أن يعطيها الحرية في أن تضل بعد نبيها إن شاءت، وتهتدي إن شاءت! وأخبر نبيه صلى الله عليه وآله أنها ستختار الضلال وستظلم عترته، لكن ما على الرسول إلا البلاغ، وليس له من الأمر شئ!
في تفسير فرات ص 392، بسنده عن عطاء بن أبي رباح قال: قلت لفاطمة بنت الحسين: أخبريني جعلت فداك بحديث أحدث به، وأحتج به على الناس. قالت: نعم، أخبرني أبي أن النبي صلى الله عليه وآله كان نازلا بالمدينة، وأن من أتاه من المهاجرين كانوا ينزلون عليه، فأرادوا أن يفرضوا لرسول الله صلى الله عليه وآله فريضة يستعين بها على من أتاه، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا: قد رأينا ما ينوبك من النوائب، وإنا أتيناك لتفرض فريضة تستعين بها على من أتاك.
قال: فأطرق النبي طويلا، ثم رفع رأسه فقال: إني لم أؤمر أن آخذ منكم على ما جئت به شيئا، إنطلقوا فإني لم أؤمر بشئ، وإن أمرت به أعلمتكم.
قال: فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن ربك قد سمع مقالة قومك وما عرضوا عليك، وقد أنزل الله عليهم فريضة: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى...
قال فخرجوا وهم يقولون: ما أراد رسول الله إلا أن تذل الأشياء وتخضع