ثم اختلفوا في وصف أحداث الهجوم ونتائجه! فبعضهم توسع قليلا، وبعضهم قال كان الهجوم مختصرا، واقتصر على كسر سيف الزبير وإجبار المعتصمين على البيعة، إلا علي عليه السلام فقد عفا عنه أبو بكر عفوا موقتا ما دامت فاطمة على قيد الحياة! وقد تبنى البخاري أن أبا بكر أمرهم بعدم إجبار علي عليه السلام على بيعته حتى تموت فاطمة! وكأنه كان يعرف قرب موتها وهي شابة!
ويمكننا اعتبار رواية ابن قتيبة التالية رواية الخلافة الرسمية، قال في كتابه الإمامة والسياسة: 1 / 30: (إن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها! فقيل له: يا أبا حفص إن فيها فاطمة! فقال: وإن!! فخرجوا فبايعوا إلا عليا، فوقفت فاطمة على بابها فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا ولم تروا لنا حقا! فأتى عمر أبا بكر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر لقنفذ وهو مولى له: إذهب فادع لي عليا، قال فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك؟ فقال: يدعوك خليفة رسول الله، فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله، لا أعلم لرسول الله خليفة غيري! فرجع فأبلغ الرسالة قال: فبكى أبو بكر طويلا. فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة، فقال أبو بكر لقنفذ: عد إليه فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع، فجاءه قنفد فأدى ما أمر به، فرفع علي صوته فقال: سبحان الله! لقد ادعى ما ليس له! فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة فبكى أبو بكر طويلا!
ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن