وهي شبيهة بالعقل، وليست بالعقل). انتهى. (الكافي: 1 / 11)!
والسبب في ذلك أن الدهاء والمكر الذي تكون نتيجته حكم الناس عشرين سنة، أو ألف سنة، ثم الخلود في عذاب الجحيم، والسمعة السيئة عند خيار الناس.. ليس من العقل في شئ!
6 - كان باستطاعة علي عليه السلام أن يجبر الناس على بيعته كما فعل أبو بكر وعمر لنفسيهما ولعثمان! ولكنه لم يفعل لأن الواجب عنده إعادة الإرادة الحرة للإنسان المسلم التي صادرتها قريش بمجرد أن أغمض النبي صلى الله عليه وآله عينيه! فلا إجبار عنده على بيعة، ولا حطب عنده ولا حرق بيوت، مهما كانت الخسارة عليه!
وكان باستطاعته أن يمنع طلحة والزبير من مغادرة المدينة للتآمر مع عائشة، فقد كان على علم بذلك وأخبرهم به! ولكنه لا يفعل، بل يعطي الحرية لمن خالف النظام أن يفعل ما يريد، ولا يحرمه من شئ من حقوقه المدنية حتى يرفع السيف على النظام أو المجتمع! وهكذا كانت سياسته مع كل الخوارج عليه!
7 - القضية عند علي عليه السلام ليست أن يحكم ويكون خليفة، بل أن ينفذ أمر ربه وأمر نبيه صلى الله عليه وآله، والفرق عميق وشاسع بين من يطلب الملك لنفسه، ومن يطلبه لرسالة ربه! إنهما يبدوان في المظهر سواء، لكن أين الثريا من الثرى؟!
فلو كان علي يطلب الحكم لنفسه لقبل الخلافة عندما قدمت اليه على طبق من ذهب، طعاما شهيا يسيل له لعاب طلاب الحكم، فرآها ميتة ونفر منها!
كان ذلك في الشورى التي رتبها عمر، وجعل لعبد الرحمن بن عوف صهر عثمان حق النقض فيها، فعرض ابن عوف على علي أن يبايعه على كتاب الله وسنة رسوله وسنة أبي بكر وعمر! فبادر علي بالرفض ولم يحتج إلى تفكير ليجيب بالنفي! لأنه يرى أن قبوله بذلك إقرار بأن سنة شيخي قريش جزء من