في وجه بسر بن أرطاة لمنعه من قتل طفلين هاشميين: (وخرجت نسوة من بني كنانة فقلن: يا بسر ما هذا! الرجال يقتلون فما بال الولدان! والله ما كانت الجاهلية تقتلهم، والله إن سلطانا لا يشتد إلا بقتل الصبيان ورفع الرحمة، لسلطان سوء! فقال بسر: والله لقد هممت أن أضع فيكن السيف)! (تاريخ اليعقوبي: 2 / 197).
* * أما علي عليه السلام فكان يفكر بشكل أرقى ويعمل لهدف أسمى:
1 - كان يرى أن الله تعالى سمح أن تجري في هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله سنن التاريخ في الأمم السابقة، وأن تتآمر قريش على أوصياء النبي الشرعيين من عترته صلى الله عليه وآله، وتغصب خلافة النبي صلى الله عليه وآله منهم وتعزلهم وتضطهدهم! (ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات، ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر، ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد). (البقرة: 253) وقد أخبره النبي صلى الله عليه وآله بذلك وفصل له أحداثه، وأمره أن يستنهض الأمة ويذكرها ببيعة الغدير، وبوصية النبي المؤكدة بالقرآن والعترة، وأن يستنهض الأنصار خاصة ويذكرهم ببيعتهم للنبي صلى الله عليه وآله على أن لا ينازعوا الأمر أهله، وأن يحموه وأهل بيته مما يحمون منه أنفسهم وأهليهم! فإن لم يجد أنصارا، فعليه أن يحفظ نفسه وأهل بيته من القتل ويصبر، فإنه ستأتيه فرصة فتوليه الأمة أمرها وسيقاتل المنحرفين على تأويل القرآن، كما قاتلهم النبي صلى الله عليه وآله على التنزيل!
2 - كان علي عليه السلام يرى أن ما حققته السلطة القرشية بعد النبي صلى الله عليه وآله من فتوحات ونشر للإسلام، فهو بسبب ضغطه عليها وتدبيره، وجهاد الفرسان القادة من شيعته والجنود المخلصين من الأمة، وقد تقدم كلامه في ذلك.
3 - وكان يرى أن الأمة في زمن عثمان تحصد ما زرعه أبو بكر وعمر