نسل رسول الله صلى الله عليه وآله وذريته من أمته، ومخافة أن يقتل هذا وهذا وأومأ بيده إلى عبد الله بن جعفر ومحمد بن الحنفية، فإني أعلم لولا مكاني لم يقفا ذلك الموقف فلذلك صبرت على ما أراد القوم مع ما سبق فيه من علم الله عز وجل، فلما رفعنا عن القوم سيوفنا تحكموا في الأمور وتخيروا الأحكام والآراء، وتركوا المصاحف وما دعوا إليه من حكم القرآن، وما كنت أحكم في دين الله أحدا، إذ كان التحكيم في ذلك الخطأ الذي لا شك فيه ولا امتراء، فلما أبوا إلا ذلك أردت أن أحكم رجلا من أهل بيتي أو رجلا ممن أرضي رأيه وعقله، وأثق بنصيحته ومودته ودينه، وأقبلت لا أسمي أحدا إلا امتنع منه ابن هند، ولا أدعوه إلى شئ من الحق إلا أدبر عنه، وأقبل ابن هند يسومنا عسفا، وما ذاك إلا باتباع أصحابي له على ذلك فلما أبوا إلا غلبتي على التحكم تبرأت إلى الله عز وجل منهم، وفوضت ذلك إليهم فقلدوه امرء فخدعه ابن العاص خديعة ظهرت في شرق الأرض وغربها وأظهر المخدوع عليها ندما! ثم أقبل عليه السلام على أصحابه فقال: أليس كذلك قالوا: بلى يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام:
وأما السابعة يا أخا اليهود، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان عهد إلي أن أقاتل في آخر الزمان من أيامي قوما من أصحابي يصومون النهار ويقومون الليل ويتلون الكتاب، يمرقون بخلافهم علي ومحاربتهم إياي من الدين مروق السهم من الرمية، فيهم ذو الثدية، يختم لي بقتلهم بالسعادة، فلما انصرفت إلى موضعي هذا (يعني بعد الحكمين)، أقبل بعض القوم على بعض باللائمة فيما صاروا إليه من تحكيم الحكمين، فلم يجدوا لأنفسهم من ذلك مخرجا إلا أن قالوا: كان ينبغي لأميرنا أن لا يبايع من أخطأ وأن يقضي بحقيقة رأيه على قتل نفسه وقتل من خالفه منا، فقد كفر بمتابعته إيانا وطاعته لنا في الخطأ، وأحل لنا بذلك قتله وسفك دمه! فتجمعوا على ذلك وخرجوا راكبين رؤوسهم ينادون بأعلى أصواتهم: لاحكم إلا لله، ثم تفرقوا فرقة بالنخيلة وأخرى بحروراء، وأخرى راكبة رأسها تخبط الأرض شرقا، حتى عبرت دجلة، فلم تمر بمسلم إلا امتحنته فمن تابعها استحيته، ومن خالفها قتلته! فخرجت إلى الأوليين واحدة بعد أخرى أدعوهم إلى طاعة الله عز وجل والرجوع إليه، فأبيا