الناس تدعو فلا تجاب، وتنصح عن الدين فلا تعان، وقد مال أصحابك وشنف لك نصحاؤك، وكان الذي معك أشد عليك من عدوك، إذا استنهضتهم صدوا معرضين وإن استحثثتهم أدبروا نافرين، يتمنون فقدك لما يرون من قيامك بأمر الله عز وجل، وصرفك إياهم عن الدنيا...). (نهج السعادة: 8 / 370).
قال له رجل بعد خطبة في البصرة بعد افتتاحها: (يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الفتنة، هل سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال عليه السلام: نعم، إنه لما نزلت هذه الآية من قول الله عز وجل: أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، علمت أن الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله صلى الله عليه وآله حي بين أظهرنا، فقلت: يا رسول الله ما هذه الفتنة التي أخبرك الله بها؟ فقال صلى الله عليه وآله: يا علي، إن أمتي سيفتنون من بعدي. قلت: يا رسول الله أو ليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وحيزت على الشهادة، فشق ذلك علي فقلت لي: أبشر يا صديق فإن الشهادة من ورائك؟ فقال لي صلى الله عليه وآله: فإن ذلك لكذلك فكيف صبرك إذا خضبت هذه من هذه؟ وأهوى بيده إلى لحيتي ورأسي؟ فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله ليس ذلك من مواطن الصبر، ولكن من مواطن البشرى والشكر. فقال لي: أجل، ثم قال: يا علي إنك باق بعدي ومبتلى بأمتي، ومخاصم يوم القيامة بين يدي الله تعالى فاعدد جوابا. فقلت: بأبي أنت وأمي، بين لي ما هذه الفتنة التي يبتلون بها؟ وعلى ما أجاهدهم بعدك؟ فقال: إنك ستقاتل بعدي الناكثة والقاسطة والمارقة. وجلاهم وسماهم رجلا رجلا ثم قال لي: وتجاهد أمتي على كل من خالف القرآن، ممن يعمل في الدين بالرأي، ولا رأي في الدين، إنما هو أمر من الرب ونهيه). (الإحتجاج: 1 / 290) قال علي عليه السلام: (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض طرق المدينة، فأتينا على حديقة، فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقة. قال صلى الله عليه وآله: ما أحسنها،