النابغة ومتى لم تكن للفاسقين وليا وللمسلمين عدوا، وهل تشبه إلا أمك التي وضعت بك! فقام فقال: لا يجمع بيني وبينك مجلس أبدا بعد هذا اليوم! فقال له علي: وإني لأرجو أن يطهر الله عز وجل مجلسي منك ومن أشباهك)!
وفي صفين لابن مزاحم ص 509: أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (إني والله لأنا كتبت الكتاب بيدي يوم الحديبية، وكتبت: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: لا أرضى أكتب: باسمك اللهم، فكتبت: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو، فقال. لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك. قال علي: فغضبت فقلت: بلى والله إنه لرسول الله وإن رغم أنفك. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكتب ما يأمرك، وإن لك مثلها ستعطيها وأنت مضطهد)!
وفي تاريخ الطبري: 4 / 38: (وكتب الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، قاضى علي على أهل الكوفة ومن معهم من شيعتهم من المؤمنين والمسلمين، وقاضي معاوية على أهل الشأم ومن كان معهم من المؤمنين والمسلمين: أنا ننزل عند حكم الله عز وجل وكتابه، ولا يجمع بيننا غيره، وأن كتاب الله عز وجل بيننا من فاتحته إلى خاتمته، نحيي ما أحيا ونميت ما أمات، فما وجد الحكمان في كتاب الله عز وجل وهما أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص القرشي عملا به، وما لم يجدا في كتاب الله عز وجل فالسنة العادلة الجامعة غير المفرقة.
وأخذ الحكمان من على ومعاوية ومن الجندين من العهود والميثاق والثقة من الناس، أنهما آمنان على أنفسهما وأهلهما، والأمة لهما أنصار على الذي يتقاضيان عليه، وعلى المؤمنين والمسلمين من الطائفتين كلتيهما عهد الله وميثاقه أنا على ما في هذه الصحيفة، وأن قد وجبت قضيتهما على المؤمنين، فإن الأمن والاستقامة ووضع السلاح بينهم أينما ساروا، على أنفسهم وأهليهم وأموالهم