بن مسلمة وابن أبي سرح والضحاك بن قيس، ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن! أنا أعرف بهم منكم، قد صحبتهم أطفالا وصحبتهم رجالا، فكانوا شر أطفال وشر رجال، ويحكم إنهم رفعوها ولا يعلمون بما فيها، وما رفعوها لكم إلا خديعة ودهنا ومكيدة! فقالوا له: ما يسعنا أن ندعى إلى كتاب الله عز وجل فنأبى أن نقبله! فقال لهم: فإني إنما قاتلتهم ليدينوا بحكم هذا الكتاب، فإنهم قد عصوا الله عز وجل فيما أمرهم، ونسوا عهده ونبذوا كتابه! فقال له مسعر بن فدكي التميمي وزيد بن حصين الطائي ثم السنبسي في عصابة معهما من القراء الذين صاروا خوارج بعد ذلك: يا علي أجب إلى كتاب الله عز وجل إذ دعيت إليه وإلا ندفعك برمتك إلى القوم، أو نفعل كما فعلنا بابن عفان! إنه علينا أن نعمل بما في كتاب الله عز وجل فقبلناه، والله لتفعلنها أو لنفعلنها بك!! قال قال: فاحفظوا عني نهيي إياكم واحفظوا مقالتكم لي! أما أنا فإن تطيعوني تقاتلوا وإن تعصوني فاصنعوا ما بدا لكم! قالوا له: أما لا، فابعث إلى الأشتر فليأتك.... قال فأرسل علي إلى الأشتر يزيد بن هانئ السبيعي أن ائتني فأتاه فبلغه فقال: قل له ليس هذه الساعة التي ينبغي لك أن تزيلني فيها عن موقفي، إني قد رجوت أن يفتح لي فلا تعجلني! فرجع يزيد بن هانئ إلى علي فأخبره، فما هو إلا أن انتهى إلينا، فارتفع الرهج وعلت الأصوات من قبل الأشتر! فقال له القوم: والله ما نراك إلا أمرته أن يقاتل! قال: من أين ينبغي أن تروا ذلك رأيتموني ساررته أليس إنما كلمته على رؤوسكم علانية وأنتم تسمعوني! قالوا: فابعث إليه فليأتك وإلا والله اعتزلناك! قال له: ويحك يا يزيد قل له أقبل إلي فإن الفتنة قد وقعت! فأبلغه ذلك فقال له: لرفع المصاحف؟! قال نعم. قال: أما والله لقد ظننت حين رفعت أنها ستوقع اختلافا وفرقة، إنها مشورة ابن العاهرة! ألا ترى ما صنع الله لنا، أينبغي أن أدع هؤلاء وأنصرف عنهم! وقال يزيد بن هانئ: فقلت له أتحب أنك ظفرت هاهنا، وأن أمير المؤمنين بمكانه
(٣٢٥)